للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بينها وبين العالم الإسلامي في حالتي الهجوم والدفاع، وتفتح لها الطريق في هذا المجال بريطانيا العظمى ثم الجمهورية الفرنسية

والعالم الغربي يعتقد اليوم أن (العالم الإسلامي) يتحفز ويتوثب، وأنه قوة رشيدة لا تعمل معاملة القاصر التابع لغيره، ولا مناص من حسبان حسابها لمن تربطه بها علاقة قريبة

كتبت مجلة (التاريخ الجاري) في عددها الأخير مقالاً جعلت عنوانه: (محمد يتهيأ للعودة) وعقبت بذلك عنوان آخر فحواه أن المسلمين رقدوا خمسمائة سنة وهم يتحركون الآن ويتوثبون إلى السلطان

ثم قالت: (في جزائر الفليبين وفي الجامعات المصرية، في قصور الملوك الشرقيين وفي خيام التتار المرتحلين، على الكراسي البرلمان اليوغسلافي وبين أكواخ الزنوج عند الشاطئ الذهبي، في آجام أفريقيا وفي صحارى آسيا، يترقب السلمون كل يوم بل كل ساعة مطلع المهدي الذي يتجسد فيه محمد عليه السلام، وقد تيقظت قوة الإسلام واتخذت لها شكلا سوياً في عالم السياسة، ولا تزال (التعاليم المحمدية) سارية منتشرة بين الشعوب الملونة التي تجد من المقاربة بين إدراكها وبين هذا النوع من التوحيد ما ليست تجده في المسيحية أو اليهودية. وهنالك عامل آخر من عوامل هذه الحركة وهو إخصاب الشعوب الإسلامية وتوالدها. فإن الشعوب البيضاء تصاب بالعقم وقلة النسل بينما يتوالد المسلمون كالأرانب!)

وعلى هذا الاهتمام باليقظة الإسلامية وهذا الإيمان بقوتها هل تراهم يعرفون الحقائق عن الإسلام أو عن أخبار المسلمين الجوهرية؟

إن مجلة (التاريخ الجاري) من أوثق المجلات الأمريكية خبراً واصدقها بحثاً، ومع هذا ترى الخلط فيها بين نهضة الإسلام وبين ما تسميه انتظار المهدي الذي يتجسد فيه محمد علية السلام

وترى قبل ذلك أنها تمهد لمقالها فتقول: (في كل يوم من أيام الجمعات يقف خمسة وعشرون ألفاً من رعايا الولايات المتحدة خاشعين مكتوفي الأيدي متوجهين إلى الشرق يصلون إلى الله ويسألونه قرب ظهور المهدي المنتظر. فإن أبناء الإسلام هؤلاء قد حافظوا على عقيدتهم الغامضة في رجعة مسيحهم كمحافظة المائتين والخمسين مليوناً من إخوانهم الموزعين بين مراكش وجزائر سنداي وبين مدغشقر وأرض المغول)

<<  <  ج:
ص:  >  >>