للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى تشيس وزير المالية، وكان تشيس هذا من أكفأ الرجال، وكان الرئيس يحترم آراءه ويحرص على أن ينتفع بها كما كان يشهد له بالذكاء ويقر بفضله. . . ولكنه كان دائم الشكاوى من الرئيس وكثيراً ما ضايقه بتقديم استقالته من الحكم، وكانت أخرى تلك الاستقالات في صيف هذا العام، ولشد ما أدهش الوزير أن قبلها الرئيس في غير تردد. وكان تشيس ينفس الرئيس مركزه ويعتقد أنه أحق به منه وأجدر

وما كان الرئيس كما أسلفنا يحرص على الحكم إلا أن يكون وسيلة لتحقيق غرضه، قال ذات مرة يرد على الداعين إلى ترشيح جرانت: (إذا كان الناس يعتقدون أن القائد جرانت يكون أسرع في القضاء على الثورة إذا كان في مركزي فإني أتخلى عنه له)

وعلى الرغم من ذلك كان خصومه يدعون أنه حريص على الحكم مولع بالرياسة، وكان من أقدر هؤلاء الخصوم وأنشطهم الصحفي جريلي، ذلك الذي طالما حرص الرئيس على مودته وعمل على إرضائه. . . على أن الرئيس كان على علم بهذا كله فلم يعبأ به وذلك لأنه كان يجعل اعتماده على عامة الناس، وهل اعتمد على غيرهم منذ كان يلوح بين الإحراج؟ وجاءت بعد ذلك أنباء انتصار جنده فكان ذلك أبلغ رد على ما يزعم المخالفون والخوارج

ولقد كان مؤيدو الرئيس من الجمهوريين أعز نفراً وأعلى في البلاد صوتاً، وهؤلاء أجمعوا أمرهم على ترشيحه في مؤتمرهم الذي عقدوه في الثامن من يونيو عام ١٨٦٤، وكانت حماستهم له جديرة به شديدة على خصومه وكارهيه. . . وحمل إليه نبأ ذلك فتلقاه على عادته في دعة، قال: (إنهم رشحوني لا لأنهم رأوني اعظم وأفضل رجل في أمريكا، وإنما كان ذلك لأنهم لم يروا من الحكمة أن يستبدلوا الخيل أثناء عبورهم الماء، ولأنهم رأوا بعد ذلك أني لست فرساً بلغ من السوء مبلغاً لا يمكن معه استخدامه ولو في مشقة أثناء محاولة ذلك العبور). . .

وكان المؤتمر قد عبر عن رغبته في تعديل الدستور بحيث لا يكون من مواده ما يتضمن الاعتراف بنظام العبيد حتى لا يتعارض قرار التحرير مع نصوص الدستور. ولقد وافق الرئيس على ذلك قائلا: (إن مثل هذا التعديل المقترح يجيء خاتمة مناسبة ضرورية للنجاح النهائي لقضية الاتحاد، وهذا وحده يقف رداً على كل تجن. . . وإن الذين يوافقون

<<  <  ج:
ص:  >  >>