للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

برشح المصل الدموي في الأنسجة فيحدث أوراماً مائية مصحوبة بأعراض خطيرة مختلفة لا تلبث أن تؤدي بالمريض إلى الموت.

(٢) - مرض الاسخربوط (سكوربيك): كما سماه الهولنديون (لعلها من الألمانية القديمة ويسميه الفرنسيون والإنجليز ينتاب هذا المرض المعروف منذ أبقراط سكان المدن الواقعة تحت الحصار والنوتية الذين يقلعون في أسفار طويلة، أي كلما اقتصر غذاء الإنسان على الأطعمة المحفوظة لمدة طويلة. وتبدأ أعراضه بأورام وأوجاع في المفاصل ونزيف في اللثة لا يلبث أن يشمل باقي الأعضاء فيهزل الجسم ويدنو المريض شيئاً فشيئاً من نهاية محزنة.

(٣) - مرض البلاجدا: مرض معروف في بعض أرياف مصر وفي جنوب أمريكا وبعض بقاع جنوب أوربا، يتميز بطفح جلدي خاص (ومن هنا جاء اسمه: من اللاتينية أي جلدو أي خشن) ثم باضطرابات في القناة الهضمية مصحوبة بالإسهال، وأخيراً بهزال شديد ثم باضطراب عصبياً وعقلية مصحوبة بالهذيان فالموت.

(٤) - الكساح: وهو مرض ينتاب الأطفال فيضطرب نمو عظامهم وينتج عن ذلك اعوجاج في العمود الفقري والأطراف.

(٥) - كرتومالاسي: وهو مرض في قرنية العين لدى الأطفال فلا تلبث أن يصيبها العطب وتصحبه قابلية شديدة للعدوى بالأمراض العفنة.

لم يغب عن الأطباء طويلاً أمر هذه الأمراض، فقد تبينوا منذ القرن السابع عشر أن مرض الاسخربوط يصيب من امتنع عن الخضروات والفواكه الطازجة، كما لاحظوا فيما بعد أن مرض البري بري يحل في الشعوب التي يتألف غذاؤها الرئيسي من الأرز المقشور (كما في الصين وفي اليابان)، وأن البلاجرا تنال من الجماعات التي تقتصر في غالب الأمر على الذرة (كما في بعض أرياف مصر ورومانيا وأسبانيا. الخ)، وأن الكساح يصيب من الأطفال من ساءت تغذيته وحرم ضوء الشمس. أما كرتومالاسي فينتاب من الأطفال من بودر بتغذيته غذاء قوامه دقيق الحبوب. وهكذا تبين لهم أن السبب في جميع هذه الأمراض يرجع إلى تغذية سيئة تقوم على نوع بعينه من الطعام، أو على طعام أحاله القشر وما إليه من العمليات الصناعية إلى غذاء ناقص، ومن ثم لم يكن من الصعب أن يجدوا العلاج لهذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>