معاً.
ب - نعم.
ط - وإذاً فلذيذ أن نكون بين أيدي الأطباء، وأن نترك نفوسنا لعلاجهم!
ب - لست أعتقد في هذا!
ط - ولكن الإنسان يربح من العلاج، أليس كذلك؟
ب - بلى
ط - ذلك لتخلصه من شر كبير، فهو يفضل أن يتحمل الألم وان يستعيد الصحة!
ب - من غير شك.
ط - وفي هذه الظروف، متى نكون في أفضل حالات الصحة؟ أعندما نكون بين أيدي الأطباء، أم عندما لا يكون بنا مرض قط؟
ب - ظاهر أن ذلك يكون عندما لا يكون بنا أي مرض.
ط - ذلك لأن السعادة لا تقوم في الواقع - كما يلوح - في أن نتخلص من الشر، بل في ألا يكون لدينا شر قط.
ب - ذلك صحيح.
ط - وأي الرجلين يكون جسمه أو نفسه مصابة بالشر؟ وأيهما يكون أشقى من الآخر؟ أذلك الذي نعالجه ونخلصه من شره، أم ذلك الذي لا يعالج ويبقى بشره؟
ب - يبدو أنه ذلك الذي لا يعالج
ط - أو لم نقل إن من يلقى جزاء خطيئته يتخلص من أفدح الشرور وهو رداءة النفس؟
ب - قلنا ذلك حقاً
ط - وقلنا لأن العقاب يجعلنا حكماء، ويضطرنا لأن نكون أكثر عدلاً، مادامت العدالة طباً لرداءة النفس
ب - نعم
ط - وإذا فأشقى الناس هو ذلك الذي لا رذيلة أو رداءة في نفسه، لأنا قد رأينا أن (رداءة النفس) أفدح الشرور
ب - من غير أدنى شك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute