للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والجماجم الإغريقية، وأتاحوا لنا الفرصة لاستنباط أن كثيراً من النظريات الإغريقية مبنية على أسس شرقية، ومثل اكتشافاتي الخاصة التي وصلت إليها بعد الموازنة الدقيقة بين كل هذه الفلسفات، إلى غير ذلك مما نستطيع أن نجزم في صراحة أن (ديوجين لاإرس) لم يوفق منه إلى شيء يذكر

وأحسب أن حديث ديوجين لاإرس الذي يستنتج منه استنتاجاً تأثر الفلسفة الإغريقية بالفلسفة الشرقية لا يساوي في نظر العلم إثباتنا هذه الدعوى بالحجج القاطعة التي لا تحتمل الجدل والتي لو وفق (ديوجين) إلى مثلها لما جرؤ (سانت - هلير) على جحود هذه الفكرة بمثل ذلك التثبت الذي ورد في مقدمة ترجمته للكون والفساد

ولهذا الفرق الذي يوجد بين طريقتنا في الإثبات وطريقة (ديوجين لاإرس) عبرنا في جانب طريقته بقولنا: (إنه حدثنا حديثاً يثبت إلى آخره) وعبرنا في جانب طريقتنا بقولنا: (إننا أثبتنا بالأدلة القاطعة إلى آخره). ولا شك أن هذا كاف في وجود الفرق بين الطريقتين.

على أن (ديوجين لاإرس) كتب ما كتب في الغرب وقد ظل المتفيهقون في الشرق يدعون عكس ما قرره. أما بعد هذه البراهين التي أدلينا بها، فلا يجادل في هذه الفكرة إلا مكابر أو جحود.

بهذه الإشارة الوجيزة يتبين أن ادعاءنا أننا أول من أثبت هذه الفكرة لا يتنافى مع نصنا على أن (ديوجين لاإرس) حدثنا هذا الحديث منذ زمن بعيد.

وأخيراً أكرر تهنئتي للأديب صقر على روح النقد الحر الذي نحن في أشد الحاجة إليه في نهضتنا الحاضرة.

الدكتور محمد غلاب

الأمالي

قال الأديب الفقيه الأستاذ داود حمدان: ما مفرد الأمالي؟

قلت: الإملاء. وقد رأيت أن أروي في (الرسالة) الغراء كلمة في أمالي السلف الصالح لملا كاتب جلبي وقولاً للشيخ إبراهيم اليازجي في هذه اللفظة ومفردها، فيه فائدة

قال الأول: (هو جمع الإملاء، وهو أن يقعد عالم وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس فيتكلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>