وإذا ما تكلمتم عنه فاخفضوا الصوت، فكم كنتم من غربان في اليوم العصيب حول النسر
المحتضر: بابليون
فليتدفق نهركم الألماني بسلام
ولتنعكس خور كاتدرائياتكم الغوطية في مياهه!
ولكن أحذروا، فإن أناشيدكم الخمرية قد توقظ الأموات من رقادها الدموي!
فما كاد موسيه ينتهي من إنشاد قصيدته النارية على السامعين حتى دوى المكان بالتصفيق وتعالى هتاف الاستحسان والتقريظ
وعندما تلقت القصيدة الصحف الفرنسية نشرتها في أمكنه بارزة، مشفوعة بالتهليل والتكبير
وقد ازداد بسببها هياج الرأي العام في فرنسا وألمانيا
وكان من الضباط الألمان من أرسلوا إلى الشاعر الفرنسي دي موسيه رسائل يدعونه فيها للمبارزة!
ولكن دي موسيه أجاب: إذا لم يكن من المبارزة بد، فهو لا يبارز إلا رصيفه الشاعر الألماني بيكر. ولكن بيكر لم يلبي الدعوة
ويقال أن هذا الصراع الأدبي بين شعراء فرنسا وألمانيا في عام ١٨٤٠ م كان من ضمن الشرر الذي أشعل نار الحرب بين الشعبين بعد مضي ثلاثين سنة، عام ١٨٧٠م، وهي الحرب المعروفة في تاريخ أوربا بحرب السبعين.