يمين باخوس حاملاً عناقيد أخرى غطاها بلباسه في شئ كثير من الحرص أشبه بمن يطوق حاجة عزيزة عليه. وقد كون ميكيلانجلو الساق على هيئة ساق الخيل إكمالاً للتعبير عن قصته الإغريقية
وله غير ذلك تمثال كيوبيدو (أو أبولو) محفوظ بمتحف لنسنجتون بلندن
ومن يونيو سنة ١٥٠١ إلى مارس سنة ١٥٠٥ أقام في فلورنسا واتصل فيها بليوناردو دافينشي، بالرغم من اختلاف مشارب كل منهما؛ إلا أنه تأثر به إلى حد بعيد. وله في هذه الفترة تمثال (داود)(ش ٢) وهو منحوت من قطعة واحدة من الرخام ومحفوظ بأكاديمية فلورنسا
ولعلك تلمس الفارق الشديد بين تمثال باخوس وبين هذا التمثال من الناحية المجموعية والتكوينية والتفصيلية، وبذلك تستطيع أن تقرر أن هذا العبقري الملهم قد أدى رسالته بأقصى ما يمكن الوصول إليه من النجاح.
وتمثاله (صبي الراعي) لا يقل عن هذين التمثالين روعة، وهو لصبي طويل حسن التكوين إلى أبعد حد، ارتسمت على وجهه مسحة الصلابة والأنفة الريفية. وغير ذلك خمسة تماثيل صغيرة عملها لتحلية هيكل كنيسة سينا والمادونا مع يسوع الطفل بكنيسة لييفراون في بروجه، وهي ويسوع بالحجم الطبيعي تقريباً، وقد جعل ملامح المادونا على غاية البهاء والتناسب
هذا وله منحوتات نصف بارزة مستديرة الشكل للمادونا مع الطفل القارئ ويوحنا، وهي محفوظة بفلورنسا وبأكاديمية لندن
إلى هنا تكون مرحلة إنتاجه في شبابه قد انتهت. ويستقبل مرحلة الرجولة من سنة ١٥٠٥ عندما استدعاه البابا يوليوس الثاني إلى روما ليشرف على تشييد ضريحه. وقد صادفته عقبات جمة حالت دون تنفيذ هذا المشروع الفني، وقاسى الأمرين. أهمل التصميم الذي وضعه لهذا الضريح بعد المجهود الهائل الذي استنفده. ولم ينفذ إلا بعد انقضاء أربعين سنة بعد كثير من التعديلات والبتر. وأول خطوة لهذه المأساة بدأت عندما أهمل البابا نفسه تصميم ميكيلانجلو مدة سنة كاملة، ولم يطق العبقري هذا التسويف فرحل إلى فلورنسا، لأنه لم يكن قد حضر إلى روما إلا بناء على استدعاء البابا.