قال ابن أبي حاتم: وسألت أبي عن حديث رواه أبو نصر التمار، وموسى بن داود، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد ويونس وحميد، عن أنس بن مالك، عن النبي (ص) قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده؟ قال أبي: موسى بن إسماعيل وجماعة من أصحاب حماد، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وحميد، عن الحسن، عن النبي (ص). قال أبي: هذا أشبه. "العلل" (١٩٥٠). وقال الدارقطني لما سئل عنه: يرويه حماد بن سلمة، واختلف عنه؛ فرواه أبو نصر التمار، والحسن الأشيب، عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. وغيرهما يرويه عن حماد، عن يونس، وحميد، عن الحسن، مرسلا. وهو أشبه بالصواب. "العلل" (٢٦٦١). وثم علة أخرى أن حماد ضعيف فيما إذا جمع بين الشيوخ كما قال أهل العلم. قال أبو يعلى الخليلي: ذاكرت يوما بعض الحفاظ فقلت: البخاري لم يخرج حماد بن سلمة في الصحيح وهو زاهد ثقة. فقال: لأنه جمع بين جماعة من أصحاب أنس، فيقول: حدثنا قتادة وثابت وعبد العزيز بن صهيب، وربما يخالف في بعض ذلك. فقلت: أليس ابن وهب اتفقوا عليه وهو يجمع بين أسانيد، فيقول ثنا مالك وعمرو بن الحارث والليث ابن سعد والأوزاعي بأحاديث ويجمع بين جماعة وغيرهم؟ فقال: ابن وهب أتقن لما يرويه وأحفظ له. "الإرشاد" (١/ ٤١٧). ولكل فقرة من فقرات المتن شاهد تصحح بها: الأولى: الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ: شاهده. الثانية: وَالمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ. شاهدها في البخاري (١٠) من حديث ابن عمرو. الثالثة: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَبْدٌ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه. شاهدها في صحيح مسلم ٧٣ - (٤٦) من حديث أبي هريرة. (١) ليس في (ح).