كتاب الترغيب والترهيب - إسماعيل الأصفهاني - ط اللؤلؤة

أحدهم فجلس إلى النبي ﷺ، ومشى الثاني قليلا وجلس، وأما الثالث فإنه مضى، فقال النبي ﷺ: «أَلَا أُنَبِّئَكُمْ عَنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ؛ أَمَّا هَذَا الَّذِي جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْنَا فَإِنَّهُ تَابَ فَتَابَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا الَّذِي مَشَى فَجَلَسَ فَإِنَّهُ اسْتَحْيَى فَاسْتَحْيَى اللهُ مِنْهُ، وَأَمَّا الَّذِي مَرَّ عَلَى وَجْهِهِ فَإِنَّهُ اسْتَغْنَى فَاسْتَغْنَى اللهُ عَنْهُ، وَاللهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ» (١).

[فصل في الترهيب من ترك الحياء]

١١٢٤ - أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد أحمد بن المديني - بقراءتي عليه بمدينة أصبهان -، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، حدثنا عثمان بن صالح وأبو الأسود، قالا: حدثنا ابن لهيعة، عن جميل الأسلمي، عن سهل بن سعد الساعدي ﵁ قال: سمعت النبي ﷺ يقول: «اللهُمَّ لَا [يُدْرِكُنِي] (٢) زَمَانٌ وَلَا أُدْرِكُهُ؛ لَا يُتَّبَعُ فِيهِ الْعَلِيمُ، وَلَا يُسْتَحْيَى فِيهِ مِنَ الْحَلِيمِ؛ قَوْمٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الْأَعَاجِمِ،

(١) حسن:
وأخرجه البزار في "المسند" (٧٢٤٣)، والحاكم في "المستدرك" (٧٦٥٣) من طريق خلف بن موسى بن خلف،
كلاهما (الوليد بن صالح، وخلف بن موسى) عن موسى بن خلف، عن قتادة، عن أنس بن مالك ﵁، به.
وهذا إسناد حسن من أجل موسى بن خلف، فهو صدوق عابد له أوهام، كما في التقريب (٦٩٥٨).
وقتادة مدلس وقد عنعنه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
وقال الهيثمي: رواه البزار، ورجاله ثقات. مجمع الزوائد (١٧٧١٢).
(٢) وفي (ق): تدركني.