للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - عين زبيدة (ملحق رقم ٤ انظر الحاشية رقم ١: ص ٢٣٢)]

وعين حنين أو زبيدة هذه تنبع من جبل شاهق يقال له: (طاد) يقع بين جبال الثنية - وهذا الاسم معروف إلى يومنا هذا وهو واقع بالقرب من مزارع الشرائع في طريق مكة - الطائف للسيارات. وكان يجري الماء من جبل (طاد) الى حائط حنين فاشترت السيدة زبيدة ذلك الحائط وأجرت الماء في قنوات الى مكة كما أشار إلى ذلك الأزرقي.

وأجرت السيدة زبيدة عينا أخرى من وادي نعمان فوق عرفات وهذه العين قد اغفل الأزرقي ذكرها واكتفى بذكر عين حنين لكون الأولى لم تصل الى مكة والأولى هي التي اوصلتها السيدة زبيدة إلى بيت الله الحرام.

وعين نعمان هذه تنبع من ذيل جبل (كرا) في منتهى وادي نعمان فتصب في قناة إلى موضع يقال له (الأوحر) من وادي نعمان. وتجري منه الى موضع بين جبلين شاهقين في علو أرض عرفات الى البرك التي في عرفات - وترجح ان هذه البرك من عمل عبد الله بن عامر بن كريز - فتمتلئ ماء يشرب منه الحجاج في يوم عرفات، ثم استمر عمل القناة الى ان خرجت من أرض عرفات الى خلف طريق ضب المعروف اليوم باسم القناطر فالى مزدلفة ومنها الى بئر مطوية عظيمة تسمى بئر زبيدة الواقعة خلف منى في وادي عرنة وهنا ينتهي عمل السيدة زبيدة، وقد ذكر المؤرخون أن السيدة زبيدة أنفقت على عمل عين حنين وعين وادي نعمان نحو الف وسبعمائة ألف مثقال من الذهب، وهو يعادل مليون وسبعمائة الف دينارا ذهبا. وقد ذكر القطبي انه لما تم عملها اجتمع المباشرون والعمال لديها وكانت السيدة المشار اليها ساعة ذاك في قصر عال مطل على الدجلة فأمرت بالدفاتر يلقى بها في الدجلة وقالت: «تركنا الحساب ليوم الحساب فمن بقي عنده شيء من بقية المال فهو له ومن بقي له عندنا شيء أعطيناه» وألبستهم الخلع الثمينة والتشاريف فخرجوا من عندها حامدين شاكرين. وبقي لها هذا الأثر العظيم في

<<  <  ج: ص:  >  >>