الحجاز من اقدم البلدان التي ردد البشر اسمها في مختلف العصور، مقرونا بالتوقير والتعظيم، وتاريخها حافل بالحوادث بما يجب ان تكون موضع درس وتدقيق، ولما ظهر الاسلام في مكة المكرمة، وسطعت انواره من بطحائها، وصارت الكعبة المعظمة قبلة المسلمين، اتجهت الانظار اليها وازدادت العناية بأمرها.
ولما بلغ المسلمون قمة المجد والسيادة في منتصف القرن الثاني، فشت العناية بأكثر العلوم الاسلامية، وتنبه رواة الحديث والمغازي الى وجوب التصنيف والتدوين فيهما، بحيث صار لكل منهما رجال قصروا عليهما ابحاثهم.