للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَتَبَ إِلَى وَالِي مَكَّةَ فَأَمَرَهُ بِتَجْدِيدِهَا (١)، قَالَ: فَلَمَّا بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ النَّفَرَ الَّذِينَ بَعَثَهُمْ فِي تَجْدِيدِ أَنْصَابِ الْحَرَمِ، أَمَرَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى كُلِّ وَادٍ يَصُبُّ فِي الْحَرَمِ فَنَصَبُوا عَلَيْهِ وأَعْلَمُوهُ وجَعَلُوهُ حَرَمًا، وإِلَى كُلِّ وَادٍ يَصُبُّ فِي الْحِلِّ فَجَعَلُوهُ حِلًّا.

• حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنِي جَدِّي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ رِفَاعَةَ، قَالَ: لَمَّا حَجَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَرْسَلَ إِلَى أَكْبَرِ شَيْخٍ يَعْلَمُهُ مِنْ خُزَاعَةَ، وشَيْخٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وشَيْخٍ مِنْ بَنِي بَكْرٍ وأَمَرَهُمْ بِتَجْدِيدِ الْحَرَمِ (٢).

• قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وكُلُّ وَادٍ فِي الْحَرَمِ فَهُوَ يَسِيلُ فِي الْحِلِّ ولَا يَسِيلُ مِنَ الْحِلِّ فِي الْحَرَمِ إِلَّا مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ عِنْدَ التَّنْعِيمِ عِنْدَ بُيُوتِ غِفَارٍ (٣).

ذِكْرُ حُدُودِ الْحَرَمِ الشَّرِيفِ

• قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: مِنْ طَرِيقِ الْمَدِينَةِ دُونَ التَّنْعِيمِ (٤) عِنْدَ بُيُوتِ غِفَارٍ (٥) عَلَى


(١) قال ابن سعد: وكتب معاوية بن أبي سفيان الى عامله على مكة ان كان كرز بن علقمة حيا فمره فليوقفكم على معالم الحرم ففعل.
(٢) وقد جددها عبد الملك بن مروان، وفِي عام ١٥٩ لما رجع المهدي من الحج أمر بتجديدها وكذلك جددها المقتدر بالله العباسي، وفِي سنة ٣٢٥ أمر الراضي بالله العباسي بعمارة العلمين من جهة التنعيم، وفِي سنة ٦١٦ أمر المظفر صاحب أربل بعمارة العلمين من جهة عرفة ثم الملك المظفر صاحب اليمن عام ٦٨٣، وجددهما السلطان أحمد الاول ابن العثماني عام ١٠٢٣.
(٣) أغفل الأزرقي ذكر ما يسكب من أودية الحل فِي الحرم، وقد أشار اليها متفرقة فِي اسماء الأماكن، وكذلك أغفل بحث الميقات وأماكنها فوضعنا فصلا يجده القارئ فِي الملحقات (رقم ٢) فِي آخر الكتاب.
(٤) بفتح المثناة وسكون النون وكسر المهملة، وهو فِي طريق وادي فاطمة، قال المحب الطبري أبعد من أدنى الحل الى مكة بقليل وليس بطرف الحل، وانما سمي التنعيم لان الجبل الذي عن يمين الداخل يقال له نعيم، والذي عن اليسار يقال له ناعم ولوادي نعمان، من الحرم هو الذي اعتمرت منه.
(٥) وتسمى (اضاءة بنى غفار) كما ذكر ياقوت، والاضاءة الماء المستنفع من سيل وغيره، وغفار قبيلة من كنانة. وقد قال ابن ظهيرة ان الحصحاص وهو مقبرة المهاجرين المعروف اليوم بالمختلع يسمى (باضاءة بني غفار).

<<  <  ج: ص:  >  >>