للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى كَانَتِ النِّسَاءُ بِاللَّيْلِ والْعَوَاتِقُ يَخْرُجْنَ فَيَنْقُلْنَ التُّرَابَ الْتِمَاسَ الْأَجْرِ والبركة، حَتَّى رُفِعَ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ونُقِلَ مَا فِيهِ فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى الْمَأْمُونِ (١) فَأَرْسَلَ بِمَالٍ عَظِيمٍ فَأَمَرَ أَنْ يُعْمَلَ بِهِ فِي الْمَسْجِدِ، ويُبْطَحَ، ويُعْزَقَ وَادِي مَكَّةَ، فَعُزِقَ مِنْهُ وَادِي مَكَّةَ، وعُمِّرَ الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ وبُطِحَ ثُمَّ لَمْ يُعْزَقْ وَادِي مَكَّةَ حَتَّى كَانَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وثَلَاثِينَ ومِائَتَيْنِ فَأَمَرَتْ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَعْفَرٍ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ لِعَزْقِهِ، فَعُزِقَ بِهَا عَزْقًا مُسْتَوْعِبًا (٢).

مَا ذُكِرَ مِنْ أَمْرِ (٣) الْوَقُودِ بِمَكَّةَ لَيْلَةَ هِلَالِ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ

• حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ


(١) قال الشيخ محي الدين بن عربي فِي مسامراته ما نصه: من حسن اللطف والمكاتبة ما كتبه عبد الله بن الحسن والي مكة الى المأمون بشأن السيل المذكور: «يا أمير المؤمنين أهل حرم الله، وجيران بيته، وآل مجده، وعمرة بلده استجاروا بعز معروفك من سيل تراكمت آخرياته فِي هدم البنيان، وقتل الرجال والنسوان، واجتاح الأصول، وجرف الأثقال حتى ما ترك طارفا ولا تليدا للراجع اليهما فِي مطعم ولا ملبس، قد شغلهم طلب الغدا عن الاستراحة بالبكاء على الأمهات والآباء والابناء والأجداد، فأجرهم يا أمير المؤمنين بعطفك عليهم، واحسانك اليهم، تجد الله يكافيك عنهم، ومثيبك على الشكر منهم». قال: توجه اليه المأمون بالأمور الكثيرة وكتب اليه: «قد وصلت شكايتك لأهل حرم الله تعالى الى امير المؤمنين فبكاهم بعين رحمته، وأنجدهم بسبب نعمته وهو متبع لما أسلف بما تخلف عاجلا وآجلا ان أذن الله تعالى فِي تثبيت عزمه على نيته».
(٢) ذكر الازرقي والخزاعي فِي الابحاث التي مرت سيولا لم يرد ذكرها فِي بحث السيول وهي: ٩ - سيل وقع عام ٢٢٥ (انظر بحث غور زمزم ج ٢ ص ٦١ من هذه الطبعة). ١٠ - سيل وقع عام ٢٤٠ (بحث ما غير من فرش أرض الكعبة راجع الجزء الاول من هذه الطبعة).
١١ - سيل وقع عام ٢٨٠ (انظر بحث فضل زمزم ج ٢ ص ٤٩ من هذه الطبعة). وسنذكر فِي الملحق الثالث السيول التي وقعت فِي عهد الازرقي والخزاعي وأغفلا ذكرها، والسيول التي وقعت بعدهما الى هذا اليوم.
(٣) كذا فِي جميع الأصول. وفِي د (أمر) ساقطة.

<<  <  ج: ص:  >  >>