للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالمين وقد وقف عمل السيدة زبيدة عند هذا الحد. ثم جرت اصلاحات كثيرة في هذه العيون في سنين مختلفة من قبل الخلفاء العباسيين وبعض أمراء المسلمين وهذه الاصلاحات يضيق بنا المقام عن ذكرها في هذا الملحق. وقد ذكرها بالاسهاب مؤرخو مكة كما ذكرها الزواوي في رسالته عن عين زبيدة، ولجنة عين زبيدة الحالية في الرسالة الخاصة التي وضعتها عن هذه العين.

وفي النصف الأخير من القرن العاشرة قلت الامطار ويبست العيون ونزحت الآبار وانقطعت هذه العيون إلا عين عرفات فانها لم تنقطع إلا انها قل جريانها في تلك السنوات كما يقول القطبي: فلما عرضت أحوال العيون الى السلطان سليمان أحد سلاطين الدولة العثمانية تقدمت الأميرة فاطمة خانم كريمة السلطان سليمان المشار اليه واستأذنت والدها في القيام بهذا العمل على حسابها فأذن لها فانتدبت لهذا العمل عدة رجال فأصلحوا القناة القديمة الجارية من ذيل جبل كرا الى عرفات فمنى، ومنها أتموا الخفر الى مكة المكرمة فأوصلوا هذه العين بعين حنين وقد تم ذلك في عشرة أعوام فجرت عين عرفات الى مكة وتفجرت ينابيعها في نواحيها لعشر بقين من ذي القعدة سنة ٩٧٩، وكان هذا اليوم عيدا أكبر للناس، مدت فيه الموائد للأكابر وخلعت الحلل الفاخرة على المهندسين والبنائين وزفت البشائر للسلطان سليم خلف السلطان سليمان وللأميرة فاطمة هانم، فاقيمت الأفراح في الأستانة وأغدقت العطايا على الفقراء والمساكين، والحقيقة ان هذه العين وان كانت تسمى عين زبيدة لأن السيدة زبيدة هي التي كانت بدأت في حفرها وايصالها الى منى فان عمل الأميرة فاطمة خانم كريمة السلطان سليمان لا يقل بعظمته عن عمل السيدة زبيدة وقد بلغ مجموع ما أنفقته الأميرة فاطمة نحو نصف مليون من الجنيهات كما ذكر صاحب كتاب سمط النجوم. يضاف الى ذلك العطايا والهدايا التي أعطيت للمهندسين والمباشرين وغيرهم.

وقد حصل بعد ذلك في العين ومجاريها تعميرات في سنين مختلفة عملها سلاطين آل عثمان. وفي اواخر القرن الماضي تألفت لجنة لجمع الاعانات من أهل البر والإحسان لسد نفقات هذه العين وتشرف الآن على اصلاحات هذه العين وتجمع

<<  <  ج: ص:  >  >>