[٥ - ملحق رقم (٥) التوسعة السعودية مسجد الحرام ١٣٧٥ - ١٣٨٥ هـ]
وقفت مساحة المسجد الحرام عند الحد الذي بلغته بعد زيادة المقتدر منذ اكثر من الف وسبعين عاما ولكن البناء حوله لم يقف عند حد بل ظل يزحف اليه حتى اتصلت به المنازل.
وهكذا كانت الحال بالنسبة للمسعى، فقد فصلت المباني الخاصة بينه وبين المسجد الحرام واصبح على مر العصور، طريقا ضيقا تقوم على جانبيه الحوانيث تملؤها السلع المختلفة وترتفع فوقها المساكن طبقات.
هذه المساحة التي ظل المسجد الحرام محدودا فيها - ان كانت تتسع في الماضي لبضع عشرات من الوف الحجاج في كل موسم ايام لم تكن للسفر وسائط غير الحيوان وسفن الشراع - فانها بدأت تضيق بالوافدين منذ تغيرت تلك الوسائط الى بواخر سريعة وطائرات وسيارات فازداد بسبب هذا التغيير - الاقبال على الحج واصبح عدد الوافدين في كل موسم يزيد عن سابقه. وبدأت اورقة المسجد الحرام ورحابه تضيق بهم في اوقات الصلاة وخاصة في أيام الجمع حيث يضطر كثير منهم لاداء فريضتها في الطرقات والازقة المحيطة بالحرم. وكلما مرت الاعوام وازداد العدد كثرة والزحام اشتدادا ازداد من في مكة - سكانا وحجاجا - شعورا بهذا الضيق وارتفعت اكفهم بالدعاء إلى الله ﷾ بان يهيئ لبيته المشرف من يقوم بتوسعته وتجديد عمارته. ولكن أحدا من ملوك المسلمين او امرائهم لم يفكر في زيادة شبر في مساحته بعد زيادة المقتدر بالله العباسي.