للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَاءَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أَسْيَالٌ عِظَامٌ كُلَّ ذَلِكَ لَا يَعْلُوهُ مِنْهَا شَيْءٌ (١).

٤ - ذِكْرُ سَيْلِ الْجُحَافِ ومَا جَاءَ فِي ذلك

• قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: وكَانَ سَيْلُ الْجُحَافِ فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ صَبَّحَ الْحَاجَّ يَوْمًا وذَلِكَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ وهُمْ آمِنُونَ غَارُّونَ قَدْ نَزَلُوا فِي وَادِي مَكَّةَ واضْطَرَبُوا الْأَبْنِيَةَ ولَمْ يَكُنْ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمَطَرِ إِلَّا شَيْءٌ يَسِيرٌ، إِنَّمَا كَانَتِ السَّمَاءُ فِي صَدْرِ الْوَادِي وكَانَ عَلَيْهِمْ رَشَاشٌ مِنْ ذَلِكَ.

• قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ جَدِّي:

فَحَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: لَمْ يَكُنِ الْمَطَرُ عَامَ الْجُحَافِ عَلَى مَكَّةَ إِلَّا شَيْئًا يَسِيرًا، وإِنَّمَا كَانَتْ (٢) شِدَّتُهُ بِأَعْلَى الْوَادِي، قَالَ: فَصَبَّحَهُمْ يَوْمَ التَّرْوِيَةِ بِالْغَبَشِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ فَذَهَبَ بِهِمْ وبِمَتَاعِهِمْ ودَخَلَ الْمَسْجِدَ، وأَحَاطَ بِالْكَعْبَةِ، وجَاءَ دَفْعَةً وَاحِدَةً، وهَدَمَ الدُّورَ الشَّوَارِعَ عَلَى الْوَادِي؛ وقَتَلَ الْهَدْمُ نَاسًا كَثِيرًا، ورَقَى النَّاسُ فِي الْجِبَالِ؛ واعْتَصَمُوا بِهَا، فَسُمِّيَ بِذَلِكَْ الْجُحَافَ (٣) وقَالَ فِيهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عُمَارَةَ:

لَمْ تَرَ عَيْنِي مِثْلَ يَوْمِ الِاثْنَيْنْ (٤) … أَكْثَرَ مَحْزُونًا وأَبْكَى لِلْعَيْنْ

إِذْ خَرَجَ الْمُخَبَّئَاتُ يَسْعَيْنْ … سَوَانِدًا (٥) فِي الْجَبَلَيْنِ يَرْقَيْنْ (٦)


(١) ردم عمر بن الخطاب ردمين كما ذكر البلاذري وغيره، الاول: الردم الأعلى المذكور وهو عند بير ابن جبير بالكمالية، والثاني الردم الأسفل ويقال له: ردم الأسيد وردم بني جمح وهو ردم بني قراد عند المدعى، وكان ذلك السوق يسمى قديما (سوق الحمارين) كما ذكر البلاذري و (سوق الكراع) فيما بعد.
(٢) كذا فِي ا، ج. وفِي بقية الأصول (كان).
(٣) قال البلاذري: سيل الجحاف والجراف ايضا. والجحاف والجراف بمعنى واحد وهو الذي يجرف كل شيء ويذهب به.
(٤) كان السيل المذكور يوم الاثنين كما أشار الى ذلك البلاذري.
(٥) كذا فِي جميع الأصول. وفِي هـ، و (شرايدا).
(٦) روى البلاذري هذا الشعر كما يلي:
لم تر غسان كيوم الاثنين … اكثر محزونا وأبكى للعين
اذ ذهب السيل بأهل المصرين … وخرج المخبآت يسعين
شواردا فِي الجبلين يرقين

<<  <  ج: ص:  >  >>