للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معا ولكن صاحب الفهرست يختلف واياهما في نسبه الاعلى. على ان الذي لا شك فيه ان ابا الوليد هو من اسرة عثمان بن عمرو الغساني الملقب بالازرق الذي عاصر صاحب الرسالة وقد جاء هذا من سورية الى مكة وصار حليفا للمغيرة بن ابي العاص بن امية (١) ويقول ناشر الطبعة الاوربية في مقدمته: «ولكن اذا كان ابو شمر المذكور هو نفس ابو شمر الذي ذكره ابن دريد فان اسرة الازرقي تمت بقرابه الى آل جفنة» ودخل النبي على الازرق بن عمرو عام الفتح وجاءه في حاجة فقضاها له وكتب له كتابا ان يتزوج الازرق في أي قبائل قريش شاء وولده.

وذلك الكتاب مكتوب في اديم أحمر فلم يزل ذلك الكتاب عندهم حتى دخل عليهم السيل في دارهم في سنة ٨٠ فذهب بمتاعهم وذهب ذلك الكتاب في السيل وقد كان للازرق ثلاثة اولاد وهم: عمرو، ونافع مؤسس فرق الازارقة، وعقبة. وعقبة هذا هو أول من استصبح لاهل الطواف في المسجد الحرام وكانت داره لاصقة بالمسجد الحرام (٢).

وقد ولد المؤلف في مكة المكرمة في القرن الثاني للهجرة ولم يعرف بالضبط تاريخ ولادته، ولا اشار اليه أحد من المؤرخين، لان الاقدمين اهملوا ذكره بتاتا. وترجمته التي وصلت الينا هي من رواية المتأخرين.

اما وفاته، فهي غير مضبوطة على التحقيق ايضا، فقد ذكر الحاج خليفة صاحب كشف الظنون انها عام ٢٢٣، وقال ابن عزم التونسي:

انها عام ٢١٢ (٣) والحقيقة ان كلاهما اخطأ السبيل. فان الازرقي توفي بعد هذا التاريخ بعشرات السنين. فقد ذكر الفاسي في كتابه العقد الثمين ان الازرقي كان في عهد المنتصر على قيد الحياة.


(١) ذكر ابن سعد رواية بأن الازرق جد المؤلف كان روميا وأن ولده سلمة ادعى فيما بعد أنهم من غسان الى آخر ما ذكر فمن اراد الايضاح فليراجع الطبقات الكبير (ج ٣ ص ١٧٦).
(٢) ص ٢٠٠ طج.
(٣) نرجح أن هذا تاريخ وفاة جده.

<<  <  ج: ص:  >  >>