للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيره، فاخبروه أن مكة قليلة الماء وانهم يخافون على الحاج العطش، وذلك أن المطر قل، فقال عمر: فالمطلب هاهنا بين، تعالوا ندع الله، قال: فرأيتهم دعوا ودعا معهم، فالحوا في الدعاء. قال صالح: فلا والله ان وصلنا الى البيت ذلك اليوم الا مع المطر، حتى كان مع الليل وسكبت السماء وجاء سيل الوادي فجاء أمر خافه أهل مكة، ومطرت عرفة، ومنى، وجمع، فما كانت الا عبرا.

قال: ونبتت مكة تلك السنة للخصب، واما أبو معشر فإنه قال حج بالناس سنة ٨٨ عمر بن الوليد بن عبد الملك. سيل المخيل: وذكر السنجاري انه في عام ١٠٤ وقع سيل المخيل، لانه أصاب الناس بعده مثل خبال لمرض حدث بهم عقبه في اجسامهم والسنتهم، وكان سيلا عظيما دخل المسجد الحرام، وذهب بالناس وأحاط بالكعبة، وعقبه سيل آخر مثله في هذه السنة، وذلك في ولاية عبد الواحد بن عبد الله النصري على مكة. سيل أبي شاكر: ذكر الفاكهي هذا السيل، فقال: ومنها سيل أبي شاكر في ولاية هشام بن عبد الملك في ابتداء سنة عشرين ومائة ودخل المسجد الحرام.

وأبو شاكر المنسوب اليه هذا السيل هو مسلمة بن هشام بن عبد الملك، وكان أبو شاكر حج بالناس في عام تسعة عشر ومائة، وجاء هذا السيل عقب حج أبو شاكر فسمي به. ١٥ - وقال أيضا: في عام ستين ومائة وقع سيل عظيم ودخل الحرم ليومين بقيا من المحرم. سيل عام ٢٥٣: دخل المسجد سيل عظيم أحاط بالكعبة وبلغ الى قريب من الحجر الاسود وهدم دورا كثيرة بمكة، وذهب بامتعة الناس، وملأ المسجد غثا وترابا، حتى جرف بالعجلات، وكان ذلك في خلافة المعتز بالله.

<<  <  ج: ص:  >  >>