للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَتَّى إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ وَقَفَ عِنْدَهُ ولَمْ يَجُزْهُ (١) حَتَّى يَتَوَافَى عِنْدَهُ عُرَفَاؤُهُ وحرسه يَأْتُونَهُ مِنْ شِعْبِ بَنِي عَامِرٍ (٢) ومِنْ ثَنِيَّةِ الْمَدَنِيِّينَ (٣) فَإِذَا تَوَافَوْا عِنْدَهُ رَجَعَ مُنْحَدِرًا إِلَى مَكَّةَ، وهُوَ فِيمَا يُقَالُ لَهُ: مَوْضِعُ الْخَطِّ الَّذِي خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ لِابْنِ مَسْعُودٍ لَيْلَةَ اسْتَمَعَ عَلَيْهِ الْجِنُّ، وهُوَ يُسَمَّى مَسْجِدَ الْبَيْعَةِ يُقَالُ: إِنَّ الْجِنَّ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ.

ومَسْجِدٌ يُقَالُ لَهُ مَسْجِدُ الشَّجَرَةِ بِأَعْلَى مَكَّةَ فِي دُبُرِ دَارِ مَنَارَةَ بِحِذَاءِ هَذَا الْمَسْجِدِ مَسْجِدِ الْجِنِّ يُقَالُ: إِنَّ النَّبِيَّ دعى شَجَرَةً كَانَتْ فِي مَوْضِعِهِ وهُوَ فِي مَسْجِدِ الْجِنِّ فَسَأَلَهَا عَنْ شَيْءٍ فَأَقْبَلَتْ تَخُطُّ بِأَصْلِهَا وعُرُوقِهَا الْأَرْضَ حَتَّى وَقَفَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَسَأَلَهَا عَمَّا يُرِيدُ ثُمَّ أَمَرَهَا فَرَجَعَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَوْضِعَهَا (٤) ومَسْجِدٌ بِأَعْلَى مَكَّةَ عِنْدَ سُوقِ الْغَنَمِ عِنْدَ قَرْنِ مَسْقَلَةَ، ويَزْعُمُونَ أَنَّ عِنْدَهُ بَايَعَ النَّبِيُّ النَّاسَ بِمَكَّةَ يَوْمَ الْفَتْحِ (٥).

• حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: وحَدَّثَنِي جَدِّي عَنِ الزَّنْجِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَسْوَدِ بْنِ خَلَفٍ الْخُزَاعِيَّ، أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَاهُ الْأَسْوَدَ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ عِنْدَ قَرْنِ مَسْقَلَةَ بِالْمَعْلَاةِ قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ جَاءَهُ الرِّجَالُ والنِّسَاءُ والصِّغَارُ والْكِبَارُ فَبَايَعَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ والشَّهَادَةِ قَالَ: قُلْتُ: ومَا الشَّهَادَةُ؟ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَسْوَدِ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ (٦)


(١) كذا فِي جميع الأصول. وفِي د، هـ (لم يجز).
(٢) كذا فِي جميع الأصول. وفِي د (ابن عامر) وكلاهما جائز. وفِي هـ (ابن) ثم بياض.
(٣) كذا فِي ا، ج. وفِي د (الثنية ثنية المدنيين) وفِي هـ (أبنية لمدنيين). وثنية المدنيين هي التي تسمى اليوم ثنية الحجون.
(٤) قال صاحب الجامع اللطيف: قد دثر.
(٥) ذكره الازرقي فِي وصفه ا، (قرن مسقلة) فِي البحث الجغرافي فقال انه بين شعب ابن عامر وحرف دار رائعة فِي اصله. قال ابن ظهيرة: وهذا المسجد لا يعرف الآن.
(٦) كذا فِي ا، ج. وفِي بقية الأصول بحث (ومسجد بأعلى مكة الخ) ساقط هنا ولكنه ورد فِي آخر بحث (باب ذكر ثور وما جاء فيه).

<<  <  ج: ص:  >  >>