للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِرَاعٍ، وطُولُهُ فِي السَّمَاءِ ثَمَانِي عشرة إِصْبَعًا، وطُولُ قَصَبَةِ الْقَنَاةِ الرَّصَاصِ، مِنْ بَطْنِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ، أَرْبَعَةُ أَذْرُعٍ، وطُولُ قَصَبَةِ الرَّصَاصِ، مِنْ بَطْنِ السِّقَايَةِ إِلَى أَعْلَى الْحَوْضِ، ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ واثْنَا عَشَرَ إِصْبَعًا، ومِنَ الْحِيَاضِ الَّتِي (١) فِيهَا النَّبِيذُ إِلَى طَرَفِ الْقَنَاةِ، وهِيَ فِي حُجْرَةِ زَمْزَمَ، اثْنَانِ وخَمْسُونَ ذِرَاعًا، ومِنْ حَدِّ مُؤَخَّرِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ الَّتِي تَلِي الْمَقَامَ إِلَى حَدِّ السِّقَايَةِ. وبَيْنَهُمَا الْحَوْضُ الَّذِي عَلَيْهِ قُبَّةُ زَمْزَمَ، تِسْعَةٌ وثَلَاثُونَ ذِرَاعًا، ومِنْ حَدِّ مُؤَخَّرِ حُجْرَةِ زَمْزَمَ، الَّذِي فِيهِ الْكَنِيسَةُ، إِلَى حَدِّ السِّقَايَةِ، وبَيْنَهُمَا الْحَوْضُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ قُبَّةٌ، تِسْعَةٌ وأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا وتِسْع أَصَابِعَ، فَلَمْ يَزَلْ هَذَا بِنَاءَ الصُّفَّةِ، صُفَّةِ زَمْزَمَ، وَهُوَ بَيْتُ الشَّرَابِ حَتَّى هَدَمَهُ عُمَرُ بْنُ فَرَجٍ الرُّخَّجِيُّ، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وعِشْرِينَ ومِائَتَيْنِ وبَنَاهُ، فَبَنَى أَسْفَلَهُ بِحِجَارَةٍ بِيضٍ مَنْقُوشَةٍ، مُدَاخَلَةً عَلَى عَمَلِ الْأَجْنِحَةِ الرُّومِيَّةِ، وبَنَى أَعْلَاهُ بِآجُرٍ، وأَلْبَسَهُ رُخَامًا، وجَعَلَ بَيْنَهُ كُوَاءً عَلَيْهَا شُبَّاكٌ مِنْ حَدِيدٍ، وأَبْوَابٌ، وجعلهما مُكَنَّسَةً، وفَوْقَ الْكَنِيسَةِ ثَلَاثُ قِبَابٍ صِغَارٍ، وأْلَبَسَ ذَلِكَ كُلَّهُ بِالْفُسَيْفِسَاءِ، وجَعَلَ فِي بَطْنِهَا حَوْضًا كَبِيرًا مِنْ سَاجٍ فِي بَطْنِ الْحَوْضِ، حَوْضٌ مِنْ أَدَمٍ يُنْبَذُ فِيهِ الشَّرَابُ لِلْحَاجِّ أَيَّامَ الْمَوْسِمِ (٢).


(١) كذا فِي جميع الأصول، وفِي د (الذي).
(٢) ذكر المؤرخون أنه لما توفي عبد المطلب بن هاشم، تولى أمر السقاية ابنه أبي طالب فاستدان من أخيه العباس عشرة آلاف درهم الى الموسم، فصرفها، وجاء الموسم ولم يكن معه شيء، فطلب من أخيه العباس أربعة عشر الف الى الموسم القابل، فشرط عليه اذا جاء الموسم ولم يقضه ان يترك له السقاية فقبل ذلك، وجاء الموسم ولم يقضه فترك له السقاية، فكانت بيد بني العباس بن عبد المطلب فابنه الى ان انقضت خلافتهم وهم يضعون عليها نوالهم، قال أيوب صبري: ولما تولى بنو العباس الخلافة، حالت أعمال الملك دون قيامهم بأمر السقاية فكانوا يعهدون الى آل الزبير المتولين التوقيت فِي الحرم الشريف القيام بأعمال السقاية بالنيابة ثم طلب الزبيريون من الخلفاء العباسيين ترك السقاية لهم، فتركوها لهم بموجب منشور، الا أنه نظرا لكثرة الحجاج قد أشركوا معهم آخرين في العمل باسم (الزمازمة) انتهى. قلنا ثم ان الاتراك العثمانيين أثبتوا آل الزبير فِي عمل السقاية ولا تزال رئاستها بيدهم الى اليوم، وآل الزبير هؤلاء يعرفون اليوم ب (بيت الريس).

<<  <  ج: ص:  >  >>