للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: كَانَ الرِّجَالُ والنِّسَاءُ يَطُوفُونَ مَعًا (١) مُخْتَلِطِينَ (٢) حَتَّى وَلِيَ مَكَّةَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ (٣) فَفَرَّقَ بَيْنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ (٤) وأَجْلَسَ عِنْدَ كُلِّ رُكْنٍ حَرَسًا مَعَهُمُ السِّيَاطُ (٥) يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ، فَاسْتَمَرَّ ذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ (٦) قَالَ جَدِّي: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ يَقُولُ: خَالِدُ الْقَسْرِيُّ أَوَّلُ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الرِّجَالِ والنِّسَاءِ فِي الطَّوَافِ.

• حَدَّثَنِي جَدِّي حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ نَظَرَ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ شَرَّفَكِ وكَرَّمَكِ وحَرَّمَكِ


(١) كذا فِي ا، ج، وفِي ب (معنا) وفِي هـ، و (معا) ساقطة.
(٢) كذا فِي جميع الأصول، وفِي ا (محتلطين) بالحاء المهملة.
(٣) كذا فِي ا، ج. وفِي بقية الأصول (ابن مروان) محذوفة.
(٤) كذا فِي جميع الأصول، وفِي ب (في الطواف) ساقطة.
(٥) كذا فِي جميع الأصول، وفِي ب (سياط).
(٦) ذكر البخاري فِي (باب طواف النساء مع الرجال) عن عطاء حديثا يستدل منه على ان منع طواف النساء مع الرجال كان فِي ولاية ابن هشام، وابن هشام هذا هو ابراهيم وأخوه محمد بن هشام المخزومي، تولى ابراهيم الامارة على مكة من عام ١٠٦ - ١١٣، وأخوه محمد تولاها من عام ١١٣ - ١٢٤. وروى الفاكهي عن ابراهيم النخعي قال: نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء، قَالَ: فرأى رجلا معهن فضربه بالدرة، قال ابن حجر: وهذا ان صح لم يعارض الاول، لأن ابن هشام منعهن أن يطفن حين يطوف الرجال مطلقا. وقال الفاكهي: ويذكر عن ابن عيينة أن أول من فرق بين الرجال والنساء فِي الطواف خالد بن عبد الله القسري (في الاصل القشيري) وهذا ان ثبت فلعله منع ذلك وقتا ثم تركه، فانه كان أمير مكة فِي زمن عبد الملك بن مروان، وذلك قبل ابن هشام بمدة طويلة. وذكر الفاسي عن الفاكهي ولاية علي بن الحسن الهاشمي عام ٢٥٦ فِي خلافة المهتدي بن محمد الواثق، وقال: ان عليا أول من فرق بين الرجال والنساء فِي جلوسهم فِي المسجد، أمر بحبال فربطت بين الاساطين التي تقعد عندها النساء، فكن يقعدن دون الحبال اذا جلسن فِي المسجد الحرام، والرجال من وراء الحبال. قلنا قد استمر ذلك الى عهد غير بعيد، فقد ذكر ابراهيم رفعت باشا فِي كتابه مرآة الحرمين أنه شاهد عام ١٣٢٠ حظيرة للنساء داخل المسجد الحرام يفصلها عن باقي المسجد خشب شيشي ثم رفعها الشريف عون الرفيق فما بعد، فاصبح النساء يطفن مع الرجال ويجلسن في مكان فِي المسجد لا يفصله شيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>