للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عام ١٠٣٩ وقع مطر عظيم بمكة المكرمة وضواحيها لم يسبق له مثيل؛ ونزل معه برد كثير ثم جرى السيل في وادي ابراهيم فيما بين العصرين، فجرف ما وجده أمامه من البيوت والدكاكين والاخشاب والاتربة، ودخل بها بيت الله الحرام. وبقي السيل الى قريب العشاء، فبلغ الماء الى طوق القناديل المعلقة حول المطاف، ودخل الكعبة المشرفة بارتفاع مترين عن قفل باب الكعبة. وفي صباح اليوم التالي فتحت سراديب باب ابراهيم فانسابت المياه منها إلى أسفل مكة. وأحصي من مات في السيل المذكور فكانوا نحو ألف نسمة.

وفي عصر اليوم المذكور - اي يوم الخميس - سقط الجدار الشامي من الكعبة بوجهيه وانجذب معه من الجدار الشرقي الى حد الباب الشامي ولم يبق سواه وعليه قوام الباب، ومن الجدار الغربي من الوجهين نحو السدس، ومن هذا الوجه الظاهر فقط منه نحو الثلثين، وبعض السقف، وهو الموالي للجدار الشامي، ويقول الغازي: وهذا الذي سقط من الجانب الشامي هو الذي بناه الحجاج بن يوسف الثقفي، وسقطت ايضا درجة السطح.

وعلى اثر ذلك نزل الشريف مسعود بن ادريس شريف مكة والعلماء والاهلون إلى بيت الله الحرام حيث رفعوا الميزاب ومعاليق الكعبة ووضعوها في غرفة في بيت السادن الشيخ جمال الدين بن قاسم الشيبي الحجبي وكانت عشرين قنديلا احدها مرصعة باللؤلؤ والاحجار الكريمة والبقية مموهة بالذهب، وثلاثة وثلاثين قنديلا من الفضة وغيرها. ثم ارسلوا هذا النبأ الى استانبول عن طريق مصر.

وبعد بضعة أيام شرع المهندس علي بن شمس الدين يستر حول الكعبة بأخشاب من جذوع النخل، واستمر العمل بذلك سبعة عشر يوما من ٢٦ رمضان - ١٣ شوال ثم ألبست ثوبا صبغ باللون الاخضر.

ولما وصل النبأ الى الخارج احدث هياجا شديدا، كما ان موسم الحج

<<  <  ج: ص:  >  >>