القرن الثامن للهجرة اختصر تاريخ الازرقي في كتاب سماه (زبدة الاعمال وخلاصة الافعال): قال في مقدمة كتابه: «اما بعد فهذه رسالة مشتملة على فضيلة مكة شرفها الله تعالى وكيفية بناء الكعبة و … اختصرتها من تاريخ مكة شرفها الله تعالى وبناء الكعبة وعظم قدرها من جمع الحافظ ابي الوليد محمد بن عبد الله بن أبي الوليد احمد بن محمد بن الوليد الغساني (١) الازرقي الشافعي المكي رحمة الله عليه بعد فراغي من سماعها على
الشريف ابي اليمن محمد بن احمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن ابي بكر العمري القرشي الشافعي المكي الحوازي وذلك بالحرم الشريف تجاه الميزاب في ثالث عشر صفر ختم بالخير والظفر سنة ٧٦٢ تذكرة لنفسي وترغيبا للطالبين
وسميتها زبدة الاعمال وخلاصة الافعال وجعلتها على بابين في ذكر فضيلة الكعبة وفيه اربعة وخمسون فصلا وباب في ذكر فضيلة المدينة وفيه خمسة وعشرون فصلا … » فمن هذه المقدمة يستبان أن هذا الكتاب ينقسم الى قسمين: الاول في البحث عن مكة وهو الذي اختصره من خطط الازرقي، والثاني في البحث عن المدينة، وهو من زيادة المختصر. لأن الازرقي اختص كتابه بمكة المكرمة فقط: ومن مطالعة النسخة الخطية التي بين ايدينا نعلم ان الاسفرائني اهمل البحث التاريخي من مختصره جدا، واكتفى بالبحث في فضائل الحج والعمرة وما لها علاقة بذلك.
وقد كان المظنون انه لا يوجد من هذا المختصر سوى نسخة في باريس واخرى في المتحف البريطاني بلندن، بيد اننا حين البحث في مكتبة الحرم المكي وقفنا على نسخة من هذا الكتاب (تاريخ رقم ٦٤ - ٢٣٤) تقع (في ١٩٦) ورقة او (٣٩٢) صفحة بخط واضح انتهى الناسخ من كتابتها في ١٧ ربيع الاول سنة ١٠٠٩. وقد كانت هذه النسخة في ملك