عن الماء؛ ومعي أهلي، فتُصِيبني الجنابةُ، فأصلّي بغير طُهُور، فأتيتُ رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بنصف النهار وهو في رَهْطٍ من أصحابه، وهو في ظِلِّ المسجد، فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"أبو ذر؟ ". فقلت: نعم؛ هلكتُ يا رسول الله! قال:
"وما أهلكك؟ ! ". قلت: إني كنت أعْزُبُ عن الماء ومعي أهلي، فتصيبني الجنابةُ، فأصلي بغير طُهُور! فأمَرَ لي رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بماء، فجاءت به جاريةٌ سوداءُ -بعُسٍّ يتخَضْخَضُ، ما هو بملآن؛ فتسترتُ إلى بعير، فاغتسلتُ، ثم جئت، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يا أبا ذر! إن الصعيد الطيب طَهورٌ؛ وإن لم تجد الماء إلى عشر سنين؛ فإذا وجدتَ الماء فأمِسَّهُ جِلْدَكَ".
(قلت: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والدارقطني).
إسناده: حدثنا موسى بن إسماعيل: نا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن رجل من بني عامر.
وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال مسلم؛ غير الرجل من بني عامر -وهو عمرو بن بجدان-، كما في الحديث قبله؛ سماه خالد الحذاء عن أبي قلابة، وسماه سفيان الثوري عن أيوب في رواية مخلد بن يزيد عنه، كما تقدم.
والحديث أخرجه البيهقي (١/ ٢١٧) من طريق المصنف.
وأخرجه الطيالسي (رقم ٤٨٤): حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن أيوب ... به؛ بلفظ: