لما قَتَلَ الحَجَّاجُ ابنَ الزُبَيْرِ؛ أرسل إلى ابن عمر: أيةَ ساعةٍ كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يروح في هذا اليوم؟ قال: إذا كان ذاك رُحْنَا. فلما أراد ابن عمر أن يروح؛ قالوا: لم تَزِغِ الشمس! قال: أزاغت؟ قالوا: لم تَزِغ! قال: فلما قالوا: قد زاغت؛ ارتحل.
(قلت: حديث حسن).
إسناده: حدثنا أحمد بن حنبل: ثنا وكيع: ثنا نافع بن عمر عن سعيد بن حسان عن ابن عمر.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير سعيد بن حسان؛ فلم يوثقه غير ابن حبان، وقد روى عنه أيضًا إبراهيم بن نافع الصائغ. فمثله قد يحسن حديثه؛ لا سيما في الشواهد والمتابعات، والحديث الذي قبله مما يشهد له.
وكذلك حديث ابن الزبير قال: مِنْ سُنَّةِ الحج: أن يصليَ الإمام الظهرَ والعصرَ والمغربَ والعشاءَ الآخرةَ والصبحَ بمنىً، ثم يغدوَ إلى عرفة فيقيلَ حيث قُضِيَ له، حتى إذا زالت الشمس؛ خطب الناس: ثم صلى الظهر والعصر جميعًا، ثم وقف بعرفات ... الحديث.
أخرجه الحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، وقد تقدم قريبًا.
والحديث في "المسند"(٢/ ٢٥) ... سندًا ومتنًا؛ إلا أنه سقط من السند ذكر وكيع، ومن المتن بعض الأحرف.
وأخرجه ابن ماجة (٢/ ٢٣٦) من طريق أخرى عن وكيع ... به.