٢٠٢٦ - عن حسين بن الحارث الجَدَلِيِّ -من جَدِيلَةِ قيس-:
أن أمير مكة خطب، ثم قال:
عَهِدَ إلينا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أن نَنْسُكَ للرؤية، فإن لم نَرهُ وشهد شاهدا عَدْلٍ؛ نَسَكْنا بشهادتهما. -فسألتُ الحسين بن الحارث: مَنْ أميرُ مكة؟ قال: لا أدري! ثم لقيني بعدُ، قال: هو الحارث بن حاطب أخو محمد بن حاطب- ثم قال الأمير:
إن فيكم مَنْ هو أعلم بالله ورسوله مِنِّي، وشهد هذا من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -وأومأ بيده إلى رجل-. قال الحسين: فقلت لشيخ إلى جنبي: مَنْ هذا الذي أومأ إليه الأمير؟ قال: هذا عبد الله بن عمر، وصدق؛ كان أعلم بالله منه، فقال: بذلك أمرنا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
(قلت: إسناده صحيح، وكذا قال الدارقطني).
إسناده: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى البزاز: ثنا سعيد بن سليمان: ثنا عَبَّاد عن أبي مالك الأشجعي: ثنا حسين بن الحارث الجَدلِيُّ.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"؛ غير حسين ابن الحارث الجدلي، وهو معروف كما قال ابن المديني، وقد روى عنه جمع من الثقات -غير الأشجعي- منهم: زكريا بن أبي زائدة، وابنه يحيى بن زكريا، وشعبة، وأورده ابن حبان في "الثقات"(١/ ٤٣)، وقال:
"يروي عن ابن عمر والنعمان بن بشير، عداده في أهل الكوفة. روى عنه يزيد ابن زياد بن أبي الجعد، وأبو مالك الأشجعي". فقول ابن حزم فيه (٦/ ٢٣٨):