أن أبا عمرو بن حفص طلَّقها البَتَّةَ وهو غائب، فأرسل إليها وكيلَه بشعير، فَتَسَخَّطَتْهُ، فقال: والله! ما لكِ علينا من شَيءٍ. فجاءت رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فذكرت ذلك له؟ فقال لها:"ليس لكِ عليه نفقة"؛ وأمرها أن تعتد في بيت أمِّ شريك، ثم قال:
"إن تلك امرأة يغشاها أصحابي! اعتدِّي في بيت ابن أم مكتوم؛ فإنه رجل أعمى؛ تضعين ثيابك، وإذا حَلَلْتِ؛ فآذنيني".
قالت: فلما حَلَلْتُ؛ ذكرتُ له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"أما أبو جهم؛ فلا يضع عصاه عن عاتقه! وأما معاوية؛ فصُعْلُوكٌ لا مال له! انكحي أسامة بن زيد". قالت: فكرهته، ثم قال:"انكحي أسامة بن زيد". فنكحته، فجعل الله فيه خيرًا كثيرًا، واغْتَبَطْتُ به.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم).
إسناده: حدثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وقد أخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث في "الموطأ"(٢/ ٩٨ - ٩٩) ... إسنادًا ومتنًا.
ومن طريقه: أخرجه مسلم والنسائي وغيرهما، وهو مخرج في "الإرواء"