وهذا إسناد صحيح موقوف، ولا اختلاف بينه وبين المرفوع، كما لا اختلاف بين المسند والمرسل؛ فإنها أحاديث عدة عن شيوخ ثقات، حدث عنهم حماد بما سمع منهم؛ فإنه كان موصوفًا بالحفظ، فليس كثيرًا عليه أن يروي عن جمع من شيوخه حديثًا واحدًا، أو عدة أحاديث في المسألة الواحدة! ولذلك فإني أرى أن الصواب لم يكن حليف أبي حاتم حين قال في حديث روح عن حماد عن شيخيه الأولين:
"هذان الحديثان ليسا بصحيحين: أما حديث عمار؛ فعن أبي هريرة موقوف، وعمار ثقة. والحديث الآخر؛ ليس بصحيح". ذكره ابنه في "العلل"(١/ ١٢٣ - ١٢٤)!
ومن الغريب أنه لم يذكر الحجة في جزمه بأن حديث عمار الثقة موقوف! وقد رواه حماد الثقة عنه مرفوعًا، والمفروض أن يذكر المخالف له في ذلك.
ثم كيف يجزم بعدم صحة الحديث؛ وله شاهد صحيح كما تقدم، وشواهد موصولة أخرى يقطع الواقف عليها بأن الحديث صحيح بلا ريب؟ ! وقد خرجتها في "الصحيحة"(١٣٩٤) من حديث أبي أمامة وجابر وغيرهما؛ فلتراجع.
١٩ - باب وقت فِطْرِ الصائم
٢٠٣٦ - عن عمر قال: قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"إذا جاء الليل من ها هنا، وذهب النهار من ها هنا، -زاد مسدد: وغابت الشمس-؛ فقد أفطر الصائم".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وقد أخرجاه وابن خزيمة في