للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سراقة ... به.

والطريق الأولى رجالها ثقات؛ لكن طاوس لم يسمع من سراقة.

والأخرى موصولة، ولكن فيها داود بن يزيد -وهو الأوْدِي- ضعيف.

وعنه: الطحاوي (١/ ٣٧٩).

وأما الجملة الأخرى -وهي قوله: "هذه عمرة تمتعنا بها"-؛ فلها شواهد كثيرة؛ فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان قارنًا، كما هو القول الصحيح المؤيد بأحاديث كثيرة، في بعضها التصريح بذلك، كحديث البراء الآتي قريبًا، ومثله بعض أصحابه من الذين كانوا ساقوا الهدي فلم يَحِلُّوا، وسائرهم أحَلُّوا؛ لأنهم ما ساقوا الهدي، فهو صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ والصحابة جميعًا كانوا قد تمتعوا بالعمرة إلى الحج على التفصيل المذكور.

ولذلك قال ابن عمر -كما يأتي (١٥٨٤) -:

تمتع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ... وتمتع الناس معه ...

ولذلك فَهُمْ جميعًا يشملهم قوله تعالى: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي}. فقول البيهقي (٥/ ١٨): إنه "أراد أصحابه الذين حَلُّوا واستمتعوا"! غير قوي؛ لما ذكرنا، وتجد تفصيله في "زاد المعاد" لابن القيم رحمه الله تعالى.

ثم أن ابن القيم جزم بعد كلامه السابق بأن قول المصنف المذكور في إعلال الحديث؛ إنما محله بعد الحديث الآتي، أخطأ بعض النساخ، فنقله إلى هنا، وهو أمر محتمل، وسأنقل كلامه في ذلك قريبًا، وأبين ما يَرِدُ عليه أيضًا.

والحديث أخرجه مسلم (٤/ ٥٧)، والنسائي (٢/ ٢٤)، والدارمي (٢/ ٥٠)، والبيهقي (٥/ ١٨)، وأحمد (١/ ٢٣٦ و ٣٤١) من طريق أخرى عن شعبة ... به.

<<  <  ج: ص:  >  >>