وأعله المصنف بالوقف كما رأيت! ولا وجه له البتة، فقد رواه جمع آخر من الثقات عن شعبة ... به مرفوعًا، فممن الوهم، وما الدليل عليه؟ !
ولذلك لم يقبل العلماء ذلك منه، فقال المنذري في "مختصره":
"وفيما قاله أبو داود نظر، وذلك أنه قد رواه الإمام أحمد ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وعثمان بن أبي شيبة عن محمد بن جعفر عن شعبة ... مرفوعًا. ورواه أيضًا يزيد بن هارون ومعاذ بن معاذ العنبري وأبو داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق عن شعبة ... مرفوعًا، وتقصير من قصر به من الرواة لا يؤثر فيما أثبته الحفاظ". وقال ابن القيم في "التهذيب":
"وقوله: "دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة "لا ريب في أنه من كلام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ولم يقل أحد: إنه من قول ابن عباس. وكذلك قوله: "هذه عمرة تمتعنا بها". وهذا لا يشك فيه من له أدنى خبرة بالحديث".
قلت: ولقد صدق رحمه الله.
أما الجملة الأولى:"دخلت العمرة ... "؛ فلها طريق أخرى عن مجاهد، سأخرجها بعد حديث.
ولها شاهد صحيح من حديث جابر الطويل، الآتي برقم (١٦٦٣).
وله طريق أخرى: أخرجه الدارقطني (ص ٢٨٢) من طريق أبي الزبير عن جابر عن سراقة بن مالك ... مرفوعًا به. وقال:
"كلهم ثقات".
وصححه النووي في "المجموع"؛ وأبو الزبير مدلس.
وقد رواه أحمد (٤/ ١٧٥) من طريق طاوس والنزال بن يزيد بن سبرة عن