وإذ قد ثبت أنه هو راوي حديث الباب؛ فلا بد من الوقوف قليلًا؛ لنعرف منزلته في الرواية؟ !
وإنه ليسبق إلى النظر أن مقتضى كونه من رجال "صحيح مسلم": أنه ثقة عنده على الأقل!
غير أن الحديث عنده قد اختلف في إسناده على أبي معاوية؛ فقد رواه عنه جماعة كما سبق.
وخالفهم أبو كريب ومحمد بن المثنى فقالا: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي حازم عن أبي هريرة ... فأسقطا منه أبا يحيى مولى آل جعدة، وجعلا مكانه: أبا حازم.
وهذه الرواية هي الصواب؛ فقد تابع أبا معاوية عليها: جرير وزهير وسفيان: عند مسلم، وسفيان أيضًا وشعبة ووكيع: عند أحمد (٢/ ٤٧٤ و ٤٧٩ و ٤٨١)؛ فقالوا كلهم: عن الأعمش عن أبي حازم.
وسفيان وشعبة أثبت في الرواية عن الأعمش من أبي معاوية، كما قال ابن معين وغيره؛ فروايته الموافقة لروايتهما هي الصواب حتمًا. ولذلك أنكر الدارقطني على مسلم إسناد أبي معاوية الأول، وقال:
"هو معلل"، كما في "شرح مسلم" للنووي.
فإذا كان الأمر كما ذكرنا؛ فلا يمكن حينئذ الاعتماد على تخريج مسلم لهذا الرجل في توثيقه، ولم تجد من نص على توثيقه من المتقدمين! نعم؛ وثقه الذهبي فيما تقدم.