ثمان عشرة. وقد قيل: إن مولده لست مضين من خلافة عمر؛ فيكون مولده على هذا بعد موت معاذ".
وبذلك أعله الدارقطني أيضًا؛ فقال في "السنن" (ص ٨٩):
"وقال الأعمش والمسعودي عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ بن جبل ... ولا يثبت، وللصواب ما رواه الثوري وشعبة عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى مرسلًا"!
كذا قال! وفيه نظر من وجهين:
الأول: دعواه أن الأعمش رواه كرواية المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابن أبي ليلى عن معاذ!
فلعل ذلك في بعض الروايات عن الأعمش؛ وإلا فقد رواه وكيع عنه عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ثنا أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ.
فهذا متصل صحيح الإسناد، كما سبق ذكره في حديث ابن أبي ليلى (رقم ٥٢٣).
والوجه الآخر: زعمه أن رواية شعبة عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن عن ابن أبي ليلى إنما هي مرسلة وأنها الصواب!
وقد سبقت هذه الرواية؛ وليست هي صريحة في الإرسال؛ بل هي -عند التحقيق- موصولة؛ فإن فيها أن ابن أبي ليلى قال: وحدثنا أصحابنا أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال ... الحديث. وقد بينت رواية وكيع عن الأعمش المذكورة آنفًا: أن الأصحاب في هذه الرواية إنما هم أصحاب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ فعاد الحديث موصولًا صحيح الإسناد.