إسناده: قال أحمد: قال عنبسة -يعني- عن يونس ... في هذا الحديث.
قلت: ظاهره أنه مُعَلَّق؛ لكن المصنف ذكره هكذا بعد أن ساق الرواية الأولى من طريق أحمد مصرحًا بسماعه منه كما تقدم، ثم قال: قال أحمد ...
فالظاهر حينئذ أنه موصول! والله أعلم.
ثم إن الإسناد حسن رجاله رجال البخاري؛ غير أنه أخرج لعنبسة -وهو ابن خالد- مقرونًا بغيره، وهو حسن الحديث كما تقدم.
قلت: وهذه الرواية بلفظ: "لذكري" توافق رواية حرملة بن يحيى المتقدمة:
عند مسلم وغيره؛ فإنها بهذا اللفظ.
وكذلك لفظ رواية صالح بن أبي الأخضر: عند الترمذي؛ بخلاف رواية أحمد ابن صالح عن ابن وهب المتقدمة، ورواية معمر عن الزهري؛ فإنها بلفظ:"للذكرى".
وهذا هو الأصح إن شاء الله تعالى، وهو المناسب لسياق الحديث؛ فإن معناها: للتذكر؛ أي: لوقت الذكر.
وأما الرواية الأخرى:"لذكري"؛ فلا تناسب السياق؛ لأن المعنى إما: لتذكرني فيها! وإما: لأذكرك عليها!
ولذلك صرح القاضي عياض بأن هذه الرواية تغيير من بعض الرواة، وأن الحديث إنما هو:"للذكرى"، وأن استدلاله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إنما كان بهذه القراءة. انظر كلامه في ذلك في "تنوير الحوالك"(١/ ٣٤ - ٣٥).