"وقوله: "إذا أقبلت الحيضة ... وإذا أدبرت ... " تفرد به الأوزاعي من بين ثقات أصحاب الزهري. والصحيح أن أم حبيبة كانت معتادة، وأن هذه اللفظة إنما ذكرها هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قصة فاطمة بنت أبي حُبَيْشٍ. وقد رواه بشر بن بكر عن الأوزاعي كما رواه غيره من الثقات .. "، ثم ساق إسناده إليه بذلك! وقد تعقبه ابن التركماني بقوله: "قلت: ذكر أبو عوانة في "صحيحه" حديث بشر هذا [١/ ٣٢٠] على موافقة ما رواه الأوزاعي أولًا؛ بخلاف ما ذكره البيهقي، فأخرج -أعني: أبا عوانة- من جهة عمرو بن أبي سلمة وبشر بن بكر عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة؛ وفيه: "إن هذه ليست بالحيضة؛ ولكن هذا عرق، فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغتسلي ثم صلي ... " الحديث، ثم قال عقبه: ثنا إسحاق الطحان: أنا عبد الله بن يوسف: نا الهيثم بن حميد: ثنا النعمان بن المنذر والأوزاعي وأبو معبد عن الزهري ... بنحوه. فظهر من هذا أن النعمان وأبا معبد وافقا الأوزاعي على روايته في الإقبال والإدبار. وقد وثق أبو زرعة النعمانَ. وأمّا أبو معبد حفص بن غيلان؛ فقد وثقه ابن معين ودُحَيْمٌ، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن حبان: من ثقات أهل الشام وفقهائهم. وهذا مخالف لقول البيهقي: (قوله: "إذا أقبلت الحيضة ... وإذا أدبرت .. " تفرد به الأوزاعي من بين ثقات أصحاب الزهري ... ) ".