والحديث صحيح عنهما جميعًا، كما قال البيهقي. وقال الترمذي:
"وروى الأوزاعي عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة".
قلت: هو رواية عن الأوزاعي، وقد علقه المصنف أيضًا؛ وهو:
٢٨٤ - قال أبو داود:"زاد الأوزاعي في هذا الحديث عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة:
استحيضت أم حبيبة بنت جحش -وهي تحت عبد الرحمن بن عوف- سبع سنين، فأمرها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال:
"إذا أقبلت الحيضة؛ فدعي الصلاة، فإذا أدبرت؛ فاغتسلي وصلِّي".
(قلت: وصله أبو عوانة في "صحيحه" وأحمد في "مسنده" وغيرهما، وهو صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم ووافقه الذهبي).
قال أبو داود: "ولم يذكر هذا الكلامَ أحدٌ من أصحاب الزهري غيرَ الأوزاعي، ورواه عن الزهري عمرو بن الحارث والليث ويونس وابن أبي ذئب ومعمر وإبراهيم بن سعد وسليمان بن كثير وابن إسحاق وسفيان بن عيينة، ولم يذكروا هذا الكلام".
(قلت: يعني: قوله: "إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة"! وليس الأمر كما قال المصنف رحمه الله؛ فقد تابع الأوزاعيَّ على ذكر هذا الكلام النعمانُ ابن المنذر وأبو معبد حفص بن غيلان كلاهما عن الزهري: أخرجه من طريقهما أبو عوانة في "صحيحه" والنسائي وغيرهما. وتابعهم ابن عيينة كما سبق (رقم ٢٧٥)، وسيشير إليه المؤلف قريبًا".