قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير أبي العَنْبَسِ لَمْ يوثقه أحد، وقد خولف في عدد الفدية بسند خير من هذا.
والقصة في أصلها مشهورة، لها شواهد كثيرة، خرجت الكثير منها في "إرواء الغليل"(١٢١٨)؛ فلا نعيد الكَرَّةَ.
والحديث أخرجه البيهقي في "السن"(٦/ ٣٢١) من طريق أخرى عن عبد الرَّحمن بن المبارك ... به.
وأخرجه هو (٩/ ٦٨)، والحاكم (٢/ ١٤٠) من طريق أبي بَحْرِ البَكْرَاوِيِّ: ثنا شُعْبَةُ ... به. وقال الحاكم:
"صحيح الإسناد"! ووافقه الذهبي!
٢٤١١/ ٢ - عن عائشة قالت:
لما بعث أهل مكة في فِداء أَسْرَاهُمْ، بَعَثَتْ زينَبُ في فداء أبي العاصِ بمالٍ، وبعثتْ فيه بقلادةٍ لها، كانت عند خديجة، أدخَلَتْها بها على أبي العاص. قالت: فلما رآها رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ رَقَّ لها رِقَّةً شديدة، وقال:
"إن رأيتم أن تطلقوا لها أَسِيرَها، وتَرُدُّوا الذي لها؟ ".
فقالوا: نعم، وكان رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخذ عليه - أو وعده - أن يخلِّيَ سبيل زينب إليه. وبعث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زيد بن حارثة ورجلًا من الأنصار، فقال:
"كونوا ببطن (يَأْجِجَ)؛ حتى تَمُرَّ بكما زينبُ، فتصحباها حتى تأتيا بها".