رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يمسح على الجوربين والنعلين.
وأعله المصنف بما تراه في الأعلى؛ وأوضح ذلك البيهقي فقال:
"الضحاك بن عبد الرحمن لم يثبت سماعه من أبي موسى. وعيسى بن سنان ضعيف لا يحتج به"! قال ابن التركماني:
"قلت: هذا أيضًا كما تقدّم: أنه على مذهب من يشترط للاتصال ثبوت السماع، ثمّ هو معارض بما ذكره عبد الغني؛ فإنه قال في "الكمال": سمع الضحاك من أبي موسى. وابن سنان وثقه ابن معين وضعفه غيره، وقد أخرج الترمذي في (الجنائز) حديثًا في سنده عيسى بن سنان هذا؛ وحسنه".
قلت: الحق: أن عيسى بن سنان ضعيف عند جمهور المحدثين من قبل حفظه؛ دون أن يتهم؛ فمثله قد يكون حسن الحديث إذا توبع أو كان له شاهد.
وأما سماع الضحاك من أبي موسى؛ فهو الظاهر؛ لأن المثبت مقدّم على النافي. وكأنه لذلك ذكر له المزي في "التهذيب" رواية عن أبي موسى، وتبعه الحافظ في "تهذيبه". ولو كانا يريان عدم سماعه منه؛ لقالا بعد أن ذكرا روايته عنه:
"ولم يسمع منه"! كما هي عادتهما في مثل ذلك. والله أعلم.
وبالجملة؛ فالحديث قوي يشاهده الذي قبله.
١٤٩ - قال أبو داود:"ومسح على الجوربين: علي بن أبي طالب وأبو مسعود والبراء بن عازب وأنس بن مالك وأبو أمامة وسهل بن سعد وعمرو ابن حُرَيْثٍ. وروي ذلك عن عمر بن الخطاب، وابن عباس".