إنا لَلَيْلَةَ جُمُعَةٍ في المسجد؛ إذ دخل رجل من الأنصار المسجدَ، فقال: لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا، فتكلم به؛ جلدتموه، أو قَتَلَ؛ قتلتموه، فإن سكت؛ سكت على غيظ! والله! لأسألنَّ عنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ! ! فلما كان من الغد؛ أتى رسولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فسأله، فقال: لو أن رجلًا وجد مع امرأته رجلًا فتكلم به؛ جلدتموه، أو قتل؛ قتلتموه، أو سكت؛ سكت على غيظ؟ فقال:
"اللهم! افتح"؛ وجعل يدعو، فنزلت آية اللعان:{والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ... } هذه الآية، فابْتُلِيَ به ذلك الرجلُ من بين الناس، فجاء هو وامرأته إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فتلاعنا، فشهد الرجل أرْبَعَ شهادات بالله: إنه لمن الصادقين. ثم لَعَنَ الخامسة عليه إن كان من الكاذبين. قال: فذهبت لِتَلعَن، فقال لها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"مَهْ"، ففعلت. فلما أدبرا؛ قال:
"لعلها أن تَجِيءَ به أسودَ جعدًا"؛ فجاءت به أسود جعدًا.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه مسلم).
إسناده: حدثنا عثمان بن أبي شيبة: ثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال ...
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين؛ وأخرجه مسلم كما يأتي.
والحديث أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٨ - ٢٠٩) من طرق أخرى عن جرير.