لكن البيهقي أشار إلى الرد على المصنف بقوله -عقب إعلاله المذكور-:
"يعني بذلك في حديث الزهري عن سهل بن سعد؛ إلا ما روينا عن الزُّبَيْدِيِّ عن الزهري". قال المنذري:
"يريد أن ابن عيينة لم ينفرد بها، وقد تابعه عليها الزبيدي".
قلت: وهي متابعة قوية، وقد ذكرتها في تخريج الحديث للذي قبله.
وتابعه عياض بن عبد الله الفهري أيضًا، كما تقدم هناك.
وتابعه أيضًا ابن جريج: أخبرني ابن شهاب ... بهذا الحديث؛ وفي آخره: ففارقها عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"ذلك التفريق بين كل متلاعنين".
أخرجه عبد الرزاق (١٢٤٤٦)، وعنه مسلم (٤/ ٢٠٦)، وكذا البخاري (٩/ ٣٧٣)، ولكنه جعل هذه الزيادة من قول ابن شهاب؛ إلا أن هذا لا يمنع من صحة نسبته إلى سهل، كما ألمح إلى ذلك الإمام الشافعي، ويؤيده تلك المتابعات.
وقد تابع عبد الرزاق على وصله: سعيد بن سالم فقال: عن ابن جريج ... به: أخرجه البيهقي (٧/ ٣٩٩).
وبالجملة؛ فاجتماع هذه الطرق على هذه الزيادة؛ مما يدفع احتمال خطئهم فيها، ولعله لذلك لم يعبأ البخاري بإعلال ابن معين لرواية ابن عيينة هذه؛ فأخرجها في "صحيحه"(١٢/ ١٥١).