إسناده: حدثنا قتيبة: ثنا يعقوب عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين؛ ويعقوب: هو ابن عبد الرحمن بن محمد القاريّ.
والحديث أخرجه الشيخان من طرق أخرى عن موسى بن عقبة، وهو مخرج في المصدر المشار إليه آنفًا.
وأزيد هنا فأقول:
إنه أخرجه أيضًا أحمد (٢/ ٨٨)، وابن سعد (٢/ ١٨١) عن موسى.
وأخرجه الترمذي (٩١٣)، وأحمد (٢/ ١١٩) عن الليث عن نافع ... به؛ دون قوله: في حجة الوداع .. وزاد مكانها:
وحلق طائفة من أصحابه، وقصر بعضهم. فقال ابن عمر: فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"رحم الله المحلقين ... " فذكر الحديث الذي قبله.
وهذه الزيادة عند الشيخين أيضًا، لكن ليس فيها عند البخاري الحديث الذي قبله.
ومجموع هذه الروايات يدل على أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال هذا الدعاء في حجة الوداع. وقد جاء ذلك صراحة في أحاديث، وثبت أيضًا في أحاديث أخرى أنه قاله في يوم الحديبية؛ خلافًا لنفي ابن عبد البر، وإن أيده الحافظ ابن حجر! وقد أخرجت الأحاديث المشار إليها كلها في المصدر السابق الذكر.
وللحديث طريق أخرى، فقال أحمد (٢/ ٨٩): ثنا عبد الرزاق: أنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ... به.