أهلَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ بالحج، فلما قَدِمَ؛ طاف بالبيت وبين الصفا والمروة -قال ابن شَوْكَر: ولم يقصر، ثم اتفقا-، ولم يَحِلَّ من أجل الهدي، وأمر من لم يكن ساق الهدي أن يطوف وأن يسعى، ويقصر، ثم يَحِلَّ. قال ابن مَنِيعٍ في حديثه: أو يَحْلِقَ، ثم يَحِلَّ.
(قلت: حديث صحيح).
إسناده: حدثنا الحسن بن شَوْكَرٍ وأحمد بن مَنِيعٍ قالا: ثنا هُشَيْمٌ عن يزيد بن أبي زياد -المعنى- عن مجاهد عن ابن عباس.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات؛ غير يزيد بن أبي زياد -وهو الهاشمي مولاهم-، وهو ضعيف من قبل حفظه، لكنه لم يتفرد به، كما يتبين لك من الطريقين السابقين عن ابن عباس، ومن الأحاديث المتقدمة في الباب.
والحديث أخرجه أحمد (١/ ٢٤١ و ٢٥٣ و ٢٥٩) من طرق أخرى عن يزيد ... به؛ وزاد: ثم قال:
"لو استقبلت من أمري ما استدبرت؛ لفعلت كما فعلوا، ولكن دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة"؛ ثم أنشب أصابعه بعضها في بعض.
وروى منه الترمذي قوله:"دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة"؛ وقال:"حديث حسن"! وحقه أن يقول:
"صحيح"؛ فإن له طريقًا وشواهد، كما تقدم قبل حديثين.