وإنما أوردته هنا؛ لأن له شاهدًا من حديث عائشة ... أنها سئلت: كيف كانت قراءة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ من الليل؟ أيجهر أم يُسِرُّ؟ قالت:
كلَّ ذلك قد كان يفعل: ربما جهر، وربما أسرَّ.
أخرجه أحمد (٦/ ١٤٩) وغيره بسند صحيح.
وقد مضى في "الطهارة" من هذا الكتاب رقم (٢٢٣).
١٢٠٠ - عن أبي قتادة:
أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ خرج ليلةً؛ فإذا هو بأبي بكر رضي الله عنه يصلي يخفض من صوته. قال: ومرَّ بعمر بن الخطاب وهو يصلي رافعًا صوته.
قال: فلما اجتمعا عند النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يا أبا بكر! مَرَرْتُ بك وأنت تصلي تخفِضُ صوتَكَ؟ ! ".
قال: قد أسْمَعْتُ من ناجيتُ يا رسول الله! قال: وقال لعمر:
"مَرَرْتُ بك وأنت تصلي رافعًا صوتك؟ ! ".
قال: فقال: يا رسول الله! أُوقِظُ الوَسْنَانَ، وأطرُدُ الشيطانَ! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ:
"يا أبا بكر! ارفع من صوتك شيئًا". وقال لعمر:
"اخفض من صوتك شيئًا".
(قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وكذا قال الحاكم، ووافقه