إسناده: حدثنا مسدد وأبو كامل وعبيد الله بن عمر بن ميسرة قالوا: ثنا عبد الواحد: ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله رجال الشيخين؛ فهو على شرطهما. وكذلك قال النووي في "المجموع"(٤/ ٢٨)، وقد صححه غيره. وأُعِلَّ بما لا يقدح كما يأتي.
والحديث أخرجه البيهقي (٣/ ٤٥)، وابن حزم في "المحلى"(٣/ ١٩٦) -محتجًا به- كلاهما من طريق المصنف.
وأخرجه الترمذي (٢/ ٢٨١)، وابن خزيمة (١١٢٠)، وابن حبان (٦١٢)، وأحمد (٢/ ٤١٥) من طرق أخرى عن عبد الواحد بن زياد ... به. وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح"؛ وليس عنده وكذا أحمد إلا المرفوع منه فقط. وأما البيهقي فأعله بقوله:
"وهذا يحتمل أن يكون المراد به الإباحة؛ فقد رواه محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي صالح عن أبي هريرة ... حكايةً عن فعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، لا خبرًا عن قوله ... "، ثم ساقه من طريق ابن إسحاق قال:
"حدثني محمد بن إبراهيم عن أبي صالح السَّمَّان قال: سمعت أبا هريرة يحدث مروان بن الحكم وهو على المدينة:
أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كان يفصل بين ركعتيه من الفجر وبين الصبح بِضَجْعَةٍ على شقه الأيمن. وهذا أولى أن يكون محفوظًا؛ لموافقته سائر الروايات عن عائشة وابن عباس"!
قلت: وهذا التعليل -أو الإعلال- لا يساوي عندي شيئًا؛ وذلك لأن ابن إسحاق -وإن كان ثقة- فإن في حفظه ضعفًا، ولذلك كان حديثه حسنًا دون