عَامَ غَزْوِ نَجْدٍ؛ قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ إلى صلاه العصر، فقامت معه طائفةٌ، وطائفةٌ أخرى مقابلَ العدو وظهورُهم إلى القبلة، فكبَّر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فكبَّروا جميعًا: الذين معه والذين مقابلي العدو، ثم ركع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ركعةً واحدةً، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد، فسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيامٌ مُقابلي العدوِّ، ثم قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا؛ ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قائمٌ كما هو، ثم قاموا، فركع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ركعة أخرى وركعوا معه، وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قاعدٌ ومن معه، ثم كان السلام، فسلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وسلَّموا جميعًا، فكان لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ركعتان، ولكلِّ رجلٍ من الطائفتين ركعتان.
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين، وكذلك قال الحاكم، ووافقه الذهبي).
إسناده: حدثنا الحسن بن علي: ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ: ثنا حيوة وابن لهيعة قالا: أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط الشيخين؛ غير ابن لهيعة، ولكنه مقرون.
وغير مروان بن الحكم؛ فإنه من رجال البخاري، وهو متكلم فيه، ولا يضر ذلك في الحديث؛ لأن الظاهر أن عروة لا يروي الحديث عنه؛ بل عن أبي هريرة،