قلت: وقد تفرد بقوله: "قبل التسليم"؛ دون سائر أصحاب الزهري؛ وفيهم مالك كما تقدم قبله، فلا يطمئن القلب لزيادته؛ لولا أنه تابعه عليها ابن إسحاق كما يأتي بعده. فالحديث بذلك صحيح إن شاء الله تعالى.
٩٤٥ - وفي أخرى عنه ... بإسناده ومعناه؛ قال:
"فليسجد سجدتين قبل أن يسلِّمَ، ثم ليسلِّمْ".
(قلت: إسناده حسن صحيح، وحسنه العلائي، وقوّاه الحافظ).
إسناده: حدثنا حجاج: ثنا يعقوب: أخبرنا أبي عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن مسلم الزهري ... بإسناده.
قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم؛ غير أنه إنما أخرج لابن إسحاق استشهادًا أيضًا؛ فهو -بمتابعة ابن أخي الزهري في السند السابق- صحيح على شرط مسلم، وقد يزداد قوة برواية عكرمة التي ذكرناها قبل حديث. وقال الحافظ -بعد هذه الطرق الثلاث-:
"قال العلائي: هذه الزيادة في هذا الحديث -بمجموع هذه الطرق- لا تنزل عن درجة الحسن المحتج به. والله أعلم".
والحديث أخرجه البيهقي (٢/ ٣٣٩) من طريق المصنف.
ومن طريق يزيد بن هارون: أبَنا محمد بن إسحاق عن الزهري ... به.
وأخرجه الدارقطني (١٤٤)، وعنه البيهقي من طريقين آخرين عن يعقوب بن إبراهيم: ثنا أبي عن ابن إسحاق: ثنا سَلَمة بن صفوان بن سلمة الأنصاري ثم الزُّرَقي عن أبي سلمة ... به نحوه.