"وفيه ما قد دل على فساد إسناد هذا الحديث من أصله؛ لأنه أدخل بين عروة وعبد الله بن الأرقم رجلًا مجهولًا"! وقال الترمذي في "العلل الكبير" عن البخاري: إن "هذا أشبه عندي"؛ نقله في "التهذيب"(٥/ ١٤٦)!
ونحن نرى أن هذه الرواية لا تعل الأولى؛ بل كل منهما صحيح، والظاهر أن عروة رواه أولًا عن رجل عن ابن أرقم، ثم رواه عنه مباشرة بدون واسطة. ولهذا أمثلة كثيرة في الأسانيد؛ كما لا يخفى على المشتغل بهذا العلم الشريف. ولذلك نرى الترمذي الذي نقل إعلال البخاري له لم يأخذ هو به، بل صحح الحديث بقوله:
"حديث حسن صحيح". وقال الحاكم.
" صحيح على شرط الشيخين"؛ ووافقه الذهبي.
٨١ - عن عبد الله بن محمد بن أبي بكر -أخي القاسم بن محمد- قال:
كنا عند عائشة، فجيء بطعامها، فقام القاسم يصلّي فقالت: سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يقول:
"لا يُصلّى بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان".
(قلت: إسناده صحيح على شرط الشيخين. وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من طريق المؤلف. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وأخرجه مسلم في "صحيحه"، وكذا ابن حبان (٢٠٧٠ و ٢٠٧١)).