وأحمد (١/ ٤٣٦) من طرق عن داود بن أبي هند ... به نحوه.
وتابعه أبو معشر -وهو زياد بن كُلَيْبِ- عن إبراهيم عن علقمة ... به مختصرًا بلفظ:
لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، ووددت أني كنت معه.
أخرجه مسلم والطحاوي والبيهقي. ثمّ قال الدارقطني:
"هذا الصحيح عن ابن مسعود".
(تنبيه): قد يقول قائل: ما وجه المناسبة بين الباب والحديث؛ وليس فيه ما ترجم له المصنف؟ !
والجواب: أنه إنما أورده هنا؛ ليشير به إلى ضعف حديث آخر لابن مسعود ساقه قبيل حديثه هذا؛ ولفظه:
أنّ النّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ قال له ليلة الجن:
"ما في إداوتك؟ . قال: نبيذ. قال:
"تمرة طيبة وماء طهور"؛ زاد غير المصنف:
فتوضأ به.
فبين المصنف أن هذا الحديث لا يصح؛ من أجل أن ابن مسعود لم يكن ليلة الجن مع النّبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ كما شهد نفسه بذلك في هذا الحديث للصحيح؛ وقد أشار إلى ذلك أيضًا الدارقطني بكلامه الذي ذكرناه آنفًا.
ثمّ إن الحديث المشار إليه ضعيف من قبل إسناده أيضًا؛ ولذلك أوردناه في كتابنا الآخر، وذكرنا هناك اتفاق العلماء على تضعيفه، فراجعه (رقم ١١).