يروه إلا طلق بن غَنَّام. وقد روى قصة الصلاة عن بديل: جماعة؛ لم يذكروا فيه شيئًا من هذا"!
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال البخاري؛ لكنه منقطع؛ فإن أبا الجوزاء لم يسمع من عائشة، كما قال البزار، وسنذكر نص كلامه في ذلك عند حديث عائشة الآخر (رقم ٧٥٢). وقال الحافظ في "التلخيص" (٣/ ٣٠٣):
"ورجال إسناده ثقات؛ لكن فيه انقطاع".
قلت: فهذا هو علة الحديث الحقيقية؛ ولولاها لكان إسناده صحيحًا.
وأما إعلال المصنف بتفرد طلق بن غَنَّام به؛ فليس بعلة قادحة؛ قال ابن التركماني:
"وقال صاحب "الإمام" ما ملخصه: طلق؛ أخرج له البخاري في
"صحيحه"، وعبد السلام وثقه أبو حاتم، وأخرج له الشيخان في "صحيحيهما"، وكذا من فوقه إلى عائشة، وكونه ليس بمشهور عن عبد السلام؛ لا يقدح فيه، إذا كان راويه عنه ثقة، وكون الجماعة لم يذكروا عن بديل شيئًا من هذا؛ قد عرف ما يقوله أهل الفقه والأصول فيه، ويحتمل أن يقال: هما حديثان؛ لتباعد ألفاظهما".
والحديث الآخر: هو حديث عائشة الذي أشرنا إليه آنفًا.
والحديث أخرجه الدارقطني (ص ١١٢) من طريق المصنف، وقال:
"قال أبو داود: لم يروه عن عبد السلام غير طلق بن غَنَّام. وليس هذا الحديث بالقوي"!
وأخرجه الحاكم (١/ ٢٣٥)، وعنه البيهقي (٢/ ٣٣ - ٤٤) من طريق العباس بن محمد الدُّوري: ثنا طلق بن غَنَّام ... به. وقال الحاكم: