ولعله خفي عليه أن قراد إنما هو لقبه وأن اسمه ما ذكرنا آنفًا، وهو ثقة كما قال الحاكم؛ بل الدارقطني نفسه وثقه في "الجرح والتعديل"، كما نقله في "التهذيب"؛ وهو من رجال البخاري.
ومتابعه سعيد بن عامر ثقة أيضًا؛ وهو الضُّبَعي، من رجال "الصحيحين".
ولشعبة فيه شيخ آخر: أخرجه قاسم بن أصبغ في كتابه فقال: ثنا إسماعيل ابن إسحاق القاضي: ثنا سليمان بن حرب: ثنا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير ... به مرفوعًا. قال ابن التركماني:
"ذكره عبد الحق في "أحكامه"؛ وقال: حسبك بهذا الإسناد صحة".
قلت: ورواه ابن حزم في "المحلى"(٤/ ١٩٠) من طريق قاسم بن أصبغ، ثم صححه (ص ١٩١).
وأخرجه الخطيب في "تاريخه"(٦/ ٢٨٥)، والبيهقي (٣/ ١٧٤) من طرق أخر عن إسماعيل بن إسحاق ... به. وقال الخطيب:
"قال لنا أبو بكر البرقاني: تفرد به إسماعيل بن إسحاق عن سليمان بن حرب".
قلت: وهما ثقتان إمامان حافظان؛ فلا يضر تفردهما بالحديث بهذا الإسناد.
ولذلك صححه ابن حزم وابن عبد الحق.
وقد خلط الأستاذ الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "المحلى" بين إسناد شعبة هذا: عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير، وبين إسناده المتقدم: عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير، فجعلهما إسنادًا واحدًا من روايته عن عدي عن سعيد! وهو وهم، تبعته عليه في كتابي "نقد التاج"؛ فليصحح.