الأول: زاد البيهقي من طريق محمد بن عوف عن علي بن عياش زيادتين: الأولى: "اللهم! إني أسألك بحق هذه الدعوة"، والأخرى في آخره:"إنك لا تخلف الميعاد"!
وهاتان زيادتان شاذتان عندي؛ لأنهما لم تردا في سائر الطرق عن علي بن عياش، ولا في الطريق الأخرى عن جابر، اللهم إلا الزيادة الأخرى؛ فإنها مما ثبت للكُشْمِيهَنيِّ في "صحيح البخاري" -كما في "المقاصد الحسنة" للسخاوي-، ولكنها شاذة أيضًا؛ لأنها لم تثبت في غير رواية الكشميهني لـ "الصحيح"! وكأنه لذلك لم يعرج عليها الحافظ في "شرحه".
ويؤيد ذلك: أنها لم ترد في الكتاب الآخر البخاري ألا وهو "أفعال العباد"؛ مع أن إسناده فيهما واحد!
الثاني: قال الحافظ في "التلخيص"(٣/ ٢٠٣) -وتبعه السخاوي في "المقاصد"-:
"وليس في شيء من طرق الحديث ذكر الدرجة الرفيعة".
قلت: قد وقعت في رواية ابن السني لحديث الباب؛ لكن الظاهر أنها مدرجة من قبل بعض النساخ؛ فقد علمت مما سبق في تخريج الحديث أنه عنده من طريق النسائي؛ وليست هي في "سننه"!
وقد وقعت أيضًا في كتاب "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى؛ معزوًا البخاري! وهو وهم فاحش -من قبل بعض النساخ حتمًا-. ومن الغريب: أن السيد رشيد رضا رحمه الله تعالى مرَّ عليها دون أي تنبيه! والمعصوم من عصمه الله وحده!
الثالث: رواية المصنف والبخاري والجمهور: "مقامًا محمودًا" بالتنكير.